عبد الحفيظ المختومي (الكنعاني المغدور) هذا أنا... في الأخير لغتي... وطني الأخيرْ وقصيد... هويّتي وانتمائي إسراي.. ومثوايَ رحْلتي... رقصة زورْبا الأمويّ في أدغال بغداد ضاعت الفسطاط منه وضيّعته القيروان ٭ ٭ ٭ صحُتُ في رحلتي وأنا أودّعني في وداعي الأمريكيّ البعيد ... متى ما مات بعضي.. ماتَ كلّي.. واحدة بكتْ على أسوار عكّا... وشيّعتْ ظلّي بمنديل الرجوع من تغريبتي ترتدي طرْحة كانتْ... وشالا أبيض رشّتْ ورائي دموعها مازلْتُ أذكرها مثلما وحدتي في ليالي الياسمين الحزين إسمها... فاء... ولاء... وسين.. وطاء.. وياء... ونونْ ٭ ٭ ٭ من صرْخة الفجر القتيل في المنفى الى عوْدتي الظمأى.. إليها صورتي على جدار الحصار... تحاصرهم وأنا... أنا... أوزّعني نغما في مناقير الحمام المسائي ورجْع نايات الجليل وأنا... يدثّرني لون يليق بمعراجي وأنا.... لا أشبه أحدا من الأجداد ولا الأحفاد.. أحفادي ولا أولئك القادمون في لغة المعاني الى الحياة سلالتي ٭ ٭ ٭ لم تعد لي خيمة في المرْبد... أو... عُكاظ أسكُنها فكلّ الشعْر... هو... أنا وأنا... هو... في الصورة... والبلاغة.. وموسيقى اللغه.. توْ أمان توحّدا في المجاز وإيقاع البيان وكل البحور... من المحيط.. الى المديد... الى الخليج... الى الطويل سوف تُرْجعني لحيْفا... وتُرجعها إليّ... أنا الميم... والدّال نقْش على وتر... نجم... على حجر ورمْح... في خصْر ريح على سفر في ثنايا المكان واستعارات الزمان أبْني شاطئا للريح... ضد الروم ترتاح اليه من صخب الرحيل فلا تأخذوا مني لساني وأشيائي التي خبّأتها... سرّا... لأمي.. ولا ترْتدوني جُبّة وهذا شاهدي يوسّدني ببعض أدعية من الذكر الحكيم فإن شئتم زيارتي عدّلوا دقّات قلوبكم وامضوا.. بعيدا إنني لستُ هنا غيمة أخذتْني قمرا... في مساءات يافا توزّعه في شفاه صبايا الخليل ٭ ٭ ٭ صوت الشعر والشعراء... خرافة عربية من السرْد الرديء وقتْلُ الشعْر والشعراء مكيدة صيغتْ خيوطها في سواء القلوب المريضة وعشّاق نفاق حماسات ابن هاني... ٭ ٭ ٭ لم يمتْ أبو الطيب المتنبيّ مازال شاعرنا قصيدا خالدا في وتر الكمان لم يمت صاحبي الشنفرى ولا البحتريّ.. لم يمت صريع الغواني لا السيّاب جاءني بسلال فاكهة العراق عانقني ومشى مع «الخليل».. ومع «لا تصالح».. في هدير الفُرات وأنا.،. لم أمت وإن تمنّى الأصدقاء هو الموت صافحني مرّتيْن وها نحن صرنا سرمدا في اللقاء المقدّس وأنا.. لأني أنا.. لن أموت وزّعتني القصيدة جلّنارا في موسيقى الزمان فلا تفسدوا على تْرُوبَادُورها الغجريّ رقصه الرّيتروقي في ملكوت الأغاني هذا.. أنا.. في الأخير وقد انتهى السّفر العبثيّ سفري!.. صدفة.. في شهر آب أفكّر الآن في جداريّة أخرى لأختها الأولى وأنا.. في البداية.. والوصول الى خاتمة البداية مثلما جئت أعود عاشقا مواويل شطآنها.. وموشّحا في قرطبهْ وحضن والدتي.. حين أنام بين هديل يمامة.. وصمت خرير الكلام تونس 09/08/2008