في أجواء اعتبرها الحاضرون أكثر من احتفالية وبحضور وزير الاصلاح بوزارة الداخلية وثلة ممن ساهموا في ما يعرف بعملية المطار وأحداث قصر قرطاج جرى أول أمس بنادي الفروسية برادس الاعلان عن الميلاد الرسمي لاتحاد النقابات المنتخبة للأمن وقوات الأمن الداخلي. وجاء في البيان التأسيسي للاتحاد أنه ونظرا إلى ما آلت إليه الأوضاع داخل المكتب التنفيذي المؤقت لنقابة قوات الأمن الداخلي من حياد عن المسار الصحيح للعمل النقابي وعدم التزام أعضائه بدورهم الأصلي المتمثل في عقد مؤتمر وطني تشارك فيه كل الأطراف والهياكل النقابية في آجال محددة وعدم وجود نية في هيكلة النقابات القطاعية والجهوية وسعيه إلى تكريس «الوصاية» الخارجية لجهات حزبية وإدارية إضافة إلى خطه النقابي التصادمي واعتماده التجريح والتشهير فقد قرر ممثلو حوالي 23 نقابة ومنها نقابات جهوية وأساسية اعلان اتفاقها على التنظم ضمن اتحاد موحد اتفقوا على تسميته «اتحاد النقابات المنتخبة» لقوات الأمن الداخلي» بعد تشكيل هيئة تأسيسية تفرعت عنها لجان فرعية للإعداد للمؤتمر التأسيسي والتفاوض مع الجهات المعنية. الغاية من الاتحاد أحد ممثلي الاتحاد تحدث عن الغاية من بعث هذا المشروع وهو الشعور بالمهانة والاحتقار والذل طيلة 23 عاما وما حدث بعد 14 جانفي والذي أثر سلبا على معنوياته وأدائه وكيف أن النظام السابق كان يستغل عون الأمن بطريقة تشبه استغلال الرقيق بالأنظمة الاقطاعية وكيف أن السلطة كانت تلجأ إلى الحلول الأمنية عوضا عن الحلول البديلة لمعالجة الشؤون العامة. وعبر المتحدث عن استغراب الجميع من مساعي أطراف تونسية تدعي الحرص على حماية الوطن وهي تزايد على الملف الأمني وتتعامل معه كمادة تسويقية وكيف تحول رجل الأمن إلى بند رئيسي في الندوات والحملات الانتخابية مشيرا إلى عدم رفضهم للمحاسبة على أن تشمل الطرفين أي الطرف المطلوب للمحاسبة وكذلك الطرف الذي يطالب بالمحاسبة لما اقترفه في حق هذا الشعب. أمن قوي ومهاب! واعتبر محمد لزهر العكرمي الوزير المكلف بالاصلاح في كلمة افتتاحية أن السهرة الرمضانية بين أعوان الأمن والحرس كانت قبل مدة أشبه بكاميرا خفية. وأن هذه هي المصالحة نفسها من أجل دولة مواطنة بعيدا عن الاضطهاد والظلم، مؤكدا أن الرؤية الجديدة للأمن القوي المهاب والفعال هو الذي يطبّق القانون، لكن المسؤولية لن تكون مسؤولية وزارة الداخلية فقط بل هي مسؤولية المواطنين والمجتمع المدني والأحزاب وكيفية ابعاد الامن من مفهوم الامن العام الذي يحمي النظام من مؤسسات الى تحالف عائلة الى أمن الخدمة العامة اعتبارا لكون العلاقة بين رجل الأمن والمواطن كانت طيلة أكثر من نصف قرن علاقة عنف وهناك ضبابية بينهما مشجعا على المضي قدما في هذا المشروع للدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للأعوان وجعله قطاعا موحدا يكون طرفا محاورا مع الوزارة بالمنطق السليم. تكريم أثناء السهرة تم تكريم من ساهموا في ما يسمّى ب «أحداث المطار» يوم 14 جانفي وفي مقدمتهم سمير الطرهوني وكذلك احداث ما وقع في قصر قرطاج، ومنهم العربي لكحل آمر القوات الخاصة للحرس الوطني والعقيد زهير الوافي آمر تدخل الفوج السريع وسامي سيك سالم وأمن رئيس الجمهورية وممثلين عن عدة وحدات أمنية منها استعلامات المطار وغيرها. ليس في الاقامة الجبرية تكريم السيد «سامي سيك سالم» أوّل أمس جاء ليفنّد كل اشاعة تم تداولها مؤخرا بخصوص ابقائه في الاقامة الجبرية... إذ كان هادئا جدا ومرفوقا بابنه الصغير الذي شاركه التكريم... التهاني بالتكريم رافقتها تمنيات بعودته الى سالف نشاطه وعمله في الرئاسة التي وقع ابعاده عنها منذ أن تم اطلاق سراحه خلال جانفي بعد ايقاف حوالي أسبوعين : احترام التاريخ وعلمت «الشروق» أن النقابة الأساسية لأعوان واطارات الأمن بمطار تونسقرطاج قد قاطعت سهرة التكريم وأرسلت بلاغا في الغرض، تقول فيه إن ما تمّ تقديمه يوم 14 جانفي بالمطار واجب وطني، لكن عدم الحضور لحفل التكريم نابع بالأساس من منطق احترام التاريخ. سؤال المحرّرة وردا على سؤال «الشروق» حول وضعية باقي النقابات في حال لم تقم بانتخاباتها في الآجال القانونية أكد أحد ممثلي الهيئة التأسيسية للاتحاد أن الباب مفتوح لكل النقابات للالتزام بالقانون وأن الفضاء هو لجميع النقابات المنتخبة مشيرا الى انهم دعوا النقابة العامة وهيأتها التأسيسية الى تنظيم مؤتمرها في غضون شهرين أو ثلاثة، لكنها لم تلتزم. الأجواء كانت احتفالية إلا أن فريق أحداث قصر قرطاج التزم الصمت وابتعد عن التصريحات التي تجنبها... وتبقى مقاطعة نقابة أعوان أمن المطار محل حيرة خاصة فيما يتعلق بموضوع احترام التاريخ.