يتوسط مدينة رأس الجبل من ولاية بنزرت مقام الولي الصالح سيدي العربي واسمه بالكامل العربي بن حمّو الفاسي المغربي قدم الى مدينة رأس الجبل في القرن الثامن عشر من مدينة فاس المغربية، ويعتبر سيدي العربي من أهم وأبرز التلاميذ المقرّبين من سيدي علي عزّوز الموجود بمدينة زغوان ثم انتقل من هذه المدينة الى مدينة طبربة ومنها اتجه الى مدينة رأس الجبل حيث استقر نهائيا في حدود القرن الثامن عشر. وقد كان سيدي العربي رجل دين متصوّف وورع على الطريقة العزوزية وحسب بعض المصادر فإن أول زاوية للطريقة العزوزية بعد مدينة زغوان أقيمت في رأس الجبل وقد توفي سيدي العربي سنة 1173 هجريا طبقا لنقيشة أصلية موجودة على ضريحه اي ما يوافق 1759م. ومن خصوصيات هذه الزاوية التي تأسست في النصف الثاني من القرن 18 خلال الفترة الحسينية وانها بنيت على شكل منزل تقليدي فيها كل المرافق والمكوّنات المرتبطة بالأمور الدينية فهي زاوية ومركز تعليمي لحفظ القرآن الكريم والإعداد للدخول الى مرحلة تعليمية ثانية (جديدة) بجامع الزيتونة المعمور وقد كانت تقام في هذه الزاوية صلاة التراويح الى جانب الحضرة والميعاد كل أسبوع. وتربط أهالي رأس الجبل علاقة وطيدة وتاريخية بزاوية سيدي العربي حيث تتبرّك به كل العائلات في حفلات الختان والزواج والى اليوم لا تزال بعض العادات موجودة فمثلا أمهات المتزوّجات من مدينة رأس الجبل يحملن شمعة ليلة الدخلة ويضعنها بجانب ضريح هذا الولي الصالح كما ان حجاج بيت الله الحرام من أبناء الجهة يخرجون من هذا المقام وعند عودتهم يعودون مباشرة اليه وفي ذلك الحين تقام مآدب للثريد (العصيدة). ومن أبرز مكوّنات هذه الزاوية العريقة والضاربة في التاريخ بيت الثابوت وبيت الصلاة وميضة الى جانب بيت للطلبة وبيت للمقدم أو ناظر الزاوية والصحن السقيفة والكتاب وبه مدخلان مدخل رئيسي ومدخل ثانوي وتبلغ المساحة الجملية لهذا المقام 2550م2. وقد تم ترميم هذه الزاوية وصيانتها في مناسبتين الأولى كانت في القرن التاسع عشر من طرف كاهية رأس الجبل أنذاك وسنة 2002 من قبل بلدية المكان والأهالي.