الانجاز الكبير الذي عاد به منتخب الأواسط من اليونان فاجأ التونسيين لكنه لم يفاجئ الفنيين المتابعين عن قرب لهذا المنتخب. مؤشرات النجاح ظهرت منذ تربص اسبانيا كما أكده المدرب رياض بن عزيزة الذي رافق زملاء البوغانمي في هذا الموعد الخارجي. بن عزيزة أكد على أن هذا الجيل أظهر موهبة استثنائية منذ مونديال الأصاغر ولم يكن ينقصه إلا العمل وبرنامج تحضيري في المستوى المطلوب وهو ما لم يتحقق إلا جزئيا فالاستعداد لبطولة العالم يبدأ في الواقع قبل سنتين لكن المهارات الفردية لعبت دورها والأجواء النظيفة صلب هذه المجموعة الشابة عنصران مهمان ساعدا الاطار الفني على الذهاب بالمنتخب بعيدا والحصول على رتبة ثالثة عالميا وهو ما يتحقق لأول مرة في تاريخ الرياضات الجماعية التونسية. الاختيار الصعب أكد المدرب الفرنسي ألان بورت بوضوح أنه سيسعى الى إجراء تغيير في المنتخب لكن الاختيار سيكون صعبا رغم وجود رغبة في إحداث ثورة حقيقية فبطولة إفريقيا للأمم أصبحت على الأبواب إذ لم يعد يفصلنا عنها إلا 6 أشهر ولا يعرف حقا هل أن النسبة الساحقة من الأكابر ستجد نفسها خارج المنتخب أم أن الفريق الذي سيذهب الى المغرب الأقصى سيكون خليطا من الركائز الأساسية واللاعبين الصاعدين من الأواسط. حمام ومقنم والآخرين منطقيا سيكون المنتخب في حاجة الى خدمات هيكل مقنم كعنصر مؤطر وهو توجه الاطار الفني إضافة الى بعض الركائز المهمة على غرار وسام حمام الذي أكد على أن بطولة افريقيا (2012) ستكون آخر التزام دولي له مع المنتخب وقد يعوّل ألان بورت على أيمن حماد وجلال التواتي ومروان مقايز الأكثر خبرة والأفضل في حراسة المرمى لتبقى المراكز مفتوحة على مصراعيها أمام التغيير. بعض الأسماء الرنانة في كرة اليد التونسية قد يتحدد مصيرها قريبا وقد نري عصام تاج الذي أعطى كثيرا خارج الحسابات.. قد يخرج أيضا أنور عياد وبسام مرابط الذي ذهب الى الخليج وقد تغلق الأبواب في وجوه عناصر مازالت تنشط محليا وتنتمي الى الأكابر على غرار القطفي. الاختيار كما قلنا سيكون صعبا جدا والصورة لن تتضح إلا بعد عودة الفرنسي ألان بورت من عطلته السنوية التي تشكل كما قال فرصة للتفكير عميقا في الخيارات المطروحة. الأولمبياد أم المستقبل؟ تبدو خيارات الجامعة نفسها في هذا الاطار تحديدا غير واضحة تماما فبعض الأعضاء يرى أنه من الضروري المجازفة بالتغيير والسعي الي التتويج والترشح الى الألعاب الأولمبية بأغلبية هذا الجيل الواعد في الأواسط فيما يرى آخرون أن سمعة اليد التونسية في الميزان ولا بد من توفير كافة أسباب النجاح ومن بينها التعويل على لاعبين متميزين عالميا على غرار وسام حمام. الأيام القادمة ستمكن قطعا من رسم صورة واضحة عن الخيارات النهائية.