شراء ملابس العيد للأطفال عادة قديمة وعريقة وكانت دائما سمة من سمات احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك. وقد شهدت هذه العادة كغيرها من العادات التونسية بعض التحولات. وقد خصنا الباحث محمود زبيس ببعض التفاصيل التي تميز رمضان زمان به في موضوع شراء ملابس العيد فقال : من العادات المندثرة في هذا الخصوص خياطة ملابس الأطفال بالمنزل. حيث تجتمع النساء بحضور إحدى الخياطات المحترفات ويشرعن في تفصيل ملابس الأطفال وخاصة ملابس الفتيات وتتمثل هذه الملابس في «جيب» أو «روبة» و«حصّارة» أما ملابس الفتيان فهي البلوزة والقميص «دون رقبة»و «السراول العربي» و«الشاشية» التي كانت تعتبر ضرورية. ومما اذكره انه خلال الثلاثينات وحتى الخمسينات من القرن الماضي كانت النساء ممنوعات من شراء ملابس العيد للأطفال نظرا للعادات الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. لذلك كان الآباء مكلفون باصطحاب الأطفال إلى الأسواق وتحديدا إلى السوق المنتصبة بنهج القصبة لشراء ملابس العيد. أما الملابس التي يقع شراؤها من السوق تتمثل في اللباس التقليدي (الجبة والكنترة والسروال العربي) بالنسبة للأطفال الصغار الذين هم دون سن الدراسة (الشورت والقميص والشاشية والحذاء والجوارب) بالنسبة للأطفال الذين يزاولون تعليمهم بالمدرسة القرآنية. وأتذكر أيضا يقول الحاج محمود أن فرحة الأطفال بملابس العيد كانت لا تختلف كثيرا عما نعيشه الآن. فقد كنا ونحن صغار لا يغمض لنا جفن في انتظار انبلاج الصباح لارتداء ملابس العيد والخروج إلى الشارع للعب والمرح مع الأقران والأقارب وتلقي «مهبة».