تعرّض الاستاذ الباحث في تاريخ جهة توزر، محمد السعيد الهبائلي في كتابه كشكول الجريد الجزء الأول الى عادات أهل الجريد في عيد الفطر وفيما يلي ملخص لهذه العادات. تبدأ استعدادات الاجداد لعيد الفطر في الجريد خلال القرن الماضي وما قبله من منتصف شهر رمضان باشتراء الاقمشة لكل فرد من أفراد الاسرة وحملها للخياط فيخيط للأولاد الصغار ثوبا يتمثل في جبّة وقميص مفتوح من الأمام وسروال فضفاض (سروال عربي). أما الفتيات فيخيط لهن قميصا نسويا طويلا «روبة Robe» ومنديلا لتغطية الرأس وشراء حذاء نسوي للفتاة وحذاء أولاد أو «بلغة» او «صندال» للولد وفي يوم 27 رمضان يشتري الرجال الفول اليابس أما ليلة العيد فيدخل الأب المنزل وبيده قرطاس كبير من الفاكهة المخلوطة (كاكوية + لوز + جوز + حمص + حلوى مختلفة الاشكال...) وصباح يوم العيد توزع الفاكهة على الأطفال. وقبل يوم العيد تنقع حبّات الفول في الماء وحال الاعلان عن أن غدا هو يوم العيد يوضع قدر الفول على النّار لينضج بعد ثلاث أو أربع ساعات وليلة العيد تحنّى للفتاة يداها ورجلاها ويحنّى للذكر الوسطى والسبّابة مع دائرة وسط كفّه كما تهتم المرأة بنفسها ليلة العيد وتحنّي حنّتها الخاصة بها. أما يوم العيد فتفيق الأمهات باكرا للذهاب الى مقبرة البلدة للترحم على أرواح الموتى من الأقارب ويلبس الأطفال ثيابهم الجديدة ويقومون بجولة على منازل الاقارب حاملين أكياسا صغيرة ليضعوا فيها حبّات الفول المقدّمة لهم وهم يردّدون «أفّيلة أفيلتين على رحمة الوالدين» ويمتلئ السوق يوم العيد بالأطفال فيشترون اللعب من الباعة المنتصبين وهي لعب بسيطة مثل الزمّارة ونظارات سوداء وعربات مجرورة من حديد أو خشب. أما الكبار فإثر عودتهم من صلاة العيد يقدّمون لهم طبق الفول ليؤكل بقشره اعتقادا منهم أن القشر يساعد على مسح المعدة والأمعاء وينظفها بعد الصوم ويقدّم لكل زائر يوم العيد طبق من الفول مع كأس من الشاي. وبمجيء الليل تخرج الزوجة صحبة بناتها الكبيرات لزيارة بيت والدها وتقدّم التهاني له ولأخوتها الذكور حاملة في يدها قرطاسا كبيرا من الفاكهة جلبه لها زوجها للغرض. وممّا يلاحظ في هذه العادات القديمة غياب الحلويات المعدّة في المنزل مهما كان نوعها وذلك على عكس زماننا فقد عمّت عادة إعداد الحلويات في المنازل عند الجميع كما حافظ الجريديون على العديد من العادات القديمة مثل عادة طبخ الفول ليلة العيد وزيارة المقابر صباح يوم العيد.