من المعلوم وأن خلافا حاصلا بين الفنان جمال الدين بوكراع والفنان الهادي دنيا، حول عرض «طمبلة» حيث اتهم بوكراع الهادي دنيا باقتباسه لفائدة عرض ثان «صحري بحري». بوكراع اتهمه بالسطو على مقتبسه والاستئثار بمداخيله لخاصة نفسه، دون ايداعها لحسابات الشركة التي عيّن وكيلا عليها، وبوكراع شريك بها. وبعد ادانة الهادي دنيا جزائيا فإن المحكمة تواصل النظر في الطلبات المدنية المتعلقة بطلب التعويضات الذي تقدم به جمال الدين بوكراع. ولمزيد تسليط الضوء على الخلاف بين الطرفين اتصلنا بالفنان جمال الدين بوكراع فكان الحديث التالي: بداية ماذا يمكن أن يعرف عنك الجمهور؟ أصنّف نفسي ممن يحرصون على توثيق الفن ولديّ أعوام طويلة بهذا الميدان وخاصة التظاهرات الثقافية الكبرى وانطلاقاتي الاولى كانت مع الفاضل الجزيري حيث قام برسكلتي ومررت عبر الاذاعة بالأعمال الدرامية بخطة موظف خارجي وموظف ركحي. ومنذ سنة 2003 قمت ببعث مشروع تمثل في شركة مختصة بتطوير فن التراث. لو تحدد لنا أهداف هذه الشركة؟ هي شركة محطة الفنون والاتصال الثقافي جاءت لتكرّس منطقا جديدا للفن يستند على ابتكار وانجاز العمل الثقافي والاستثمار فيه والاستناد على التراث التونسي والاطلاع على التراث العالمي والثقافات الاخرى لجعلها منطقا ثابتا لكل الطاقات الخلاقة في البحث عن التراث واتقان مختلف الفنون المعبّرة عنه بالاضافة الى الاخراج، الغناء والتوظيب الركحي. وكيف كان دخول الهادي دنيا الى الشركة؟ أولا لابد من الاشارة الى أنني تحصلت على الموافقة من الغرفة الصناعية، وبما أني اكتسبت خبرة تؤهلني للدخول في غمار العروض الضخمة وبما انه تمت رسكلتي من طرف أحد عمالقة هذه العروض وهو المبدع الفاضل الجزيري، ثم تم لاحقا ادخال الهادي دنيا لخبرته في ميدان فن التراث، وأصبح شريكا بنسبة 40٪ وكانت الانطلاقة وأول مولود تمثل في عرض «طمبلة» وهو فن الزنوج في مزج مع الجاز والموسيقى الافريقية عامة وخاصة السطمبالي. وكيف انطلقت شرارة الخلاف بينكما؟ كنت أنا وكيلا للشركة وقمت بإعداد العمل ووقع عرضه في 3 جويلية 2004 بقصر الرياضة بالمنزه بعد اتمام كامل الاجراءات القانونية اللازمة وتراخيص وزارة الثقافة باسم شركة «محطة الفنون والاتصال الثقافي» وأصبح المنتوج ملكا للشركة ثم تأتي بعد ذلك الفكرة ثم التوظيف الركحي والرقص والملابس لإحداث عرض فني. والعاملون بهذا العرض نالوا مستحقاتهم. وللتفرغ لتوزيع منتوج الشركة الى خارج الحدود، فقد استقلت من «الوكالة» ونلت براءة الذمة وبقيت شريكا بنسبة 40٪ وصاحب فكرة المشروع، ونال الهادي دنيا الوكالة ليعتني بعمل الشركة داخل الوطن. وحسب فصول قانون 1994 المتعلق بالملكية الفكرية والادبية فإنه وجب الحصول على التراخيص القانونية اللازمة لاستغلال مصنفات من التراث وهو ما غاب عن عم الهادي دنيا، حيث اقتبس من عرض «طمبلة» لحسابه الخاص في عروض وأشرطة تسجيل، ولم يأخذ الإذن من صاحب الايداع وهو الشركة وهو ما أدى بنا الى الدخول الى ساحة القضاء. هلاّ حاولتما فض الخلاف وديا؟ نعم سعيت بنفسي وبوساطات الى اقناع عمّ الهادي خاصة وانه كان صديقا لوالدي رحمه الله. لكن دون جدوى وأحمّله المسؤولية، ولقد ظن ان استقالتي من الشركة مسّت من حقوقي كشريك في حين ان الاستقالة تعلقت بالوكالة فقط. ومازلت الى يوم الناس هذا ممثلا للشركة خارج أرض الوطن. وبالنسبة الى القضاء فقد تمت ادانة الهادي دنيا جزائيا بخطية مالية قدرها 1000 دينار، مع حفظ حقي في القيام بالدعوى المدنية وهو ما قمت به، والقضية الأن من أنظار الدائرة المدنية بالمحكمة الابتدائية بتونس وأطالب بتعويضات عما لحقني من أضرار مادية ومعنوية منذ سنة 2004 الى يوم الناس هذا، حيث ألحق بي ما فعله معي عم الهادي ضررا معنويا فادحا حيث قدّمت في العمل عصارة ما لديّ من خبرة وما اكتسبه من نضج ولكن عم الهادي سامحه الله رمى بذلك عرض الحائط.