بقلم نبيل المناعي قال تعالى: «فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور»، تدلل هذه الآية وآيات أخرى جاءت بنفس المعنى على ان الأكل والشرب المتعلقين بما خلقه الله في الكون من أشياء للانسان حتى ينتفع بها مباحان وجاءت آيات أخرى تعدد ما حرم على المسلمين من أشياء كالخمر والميتة ولحم الخنزير... وبهذا يكون كل ما وجده الانسان من أشياء تؤكل وتشرب هي حلال طيب يمكنه الانتفاع به الا ما قد ذكر في القرآن والسنة من أشياء حرمت بهذا وبناء عليه وضع علماء الأصول قاعدة شرعية مفادها: الأصل في الأشياء الاباحة ما لم يرد دليل للتحريم، فما لم تأت عليه الآيات أو السنة بالذكر تحريما يكون حلالا يأكله الانسان أو يشربه. أما المنفعة والمضرة فليست قاعدة شرعية يحكم بها على الاشياء مطلقا فالأشياء حلال في أصلها وكلها الا ما استثناه الشرع ولا شيء غير الشرع. أما الأشياء التي يتناولها المريض وتسبب له ضررا حتميا يقرر الطاقم الطبي العليم بحالته تصبح هذه الأشياء حراما في حق ذاك المريض وتبقى حلالا لغيره، فمريض السكري اذا قال له الطبيب بأن أشياء معينة تضر بصحته حتما كالتمور والتين والأشياء التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر تصبح هذه الأشياء حراما في حقه ولا تحرم على غيره بل تكون حلالا له اذا ما شفي من مرضه وانه اذا ما اعتمدت قاعدة الضرر والنفع مقياسا شرعيا فستحرم كل الأشياء أو جلها لأن كل شيء يصبح مضرا اذا ما أطنب الانسان في تناوله. وهذه مناسبة للاشارة بأن صحة الانسان مرتبطة بما يأكل فالأكل المتوازن يعطي صحة طيبة ويقوي المناعة.