في المغرب الأقصى الشقيق وبالتحديد في ضواحي مدينة فاس توجد قرية بني عمار يعتمد سكانها على الحمير كأول وأهم وسيلة نقل لحساب الغير أو للحساب الخاص لنقل بضائعهم أو لتنقلاتهم لقضاء شؤونهم في وسطهم الريفي. في حل من الأداء على الجولان والتأمين ورخصة السياقة والفحص الفني. ومن كل رادار مهما دار. ومن الافراط في السرعة وبالتالي من الخطايا ومن الحوادث القاتلة ومن الحاجة الى شركات النقل وضغوط مواعيدها وتبعات الاضرابات والاعتصامات متى حصلت فيها. أبناء هذه القرية وهم نخبة من المثقفين والأدباء والفنانين أبوا إلاّ أن يكرموا حميرهم عرفانا لها بالجميل على ما تقدمه من خدمات جليلة وشاقة للعشيرة، نافين عنها صفة «البهامة» و«السطاكة» أي الغباوة. ومقرّين لها بعكس ذلك تماما فأقاموا لها مهرجانا. يعرف بمهرجان الحمير بقرية بني عمار وهو مهرجان سنوي اختتمت دورته الثانية عشرة قبل أيام. وتضمّنت تظاهرات ثقافية تخللتها سباقات مفتوحة لكل حمير المنطقة التي استفادت بعيادات طبية وكشوفات صحية وعلاجات لكل حمار أو أتان أو جحش أو جحشة بها علّة. وتلاقيح ضد الأمراض وتقليم للحوافر. الهيئة المنظمة لهذا المهرجان السنوي تسعى حسب أحد أعضائها الى ابراز دور الحمير الذي تلعبه في المجتمع على المستوى الاقتصادي والاجتماعي ووقوفها دائما الى جانب الضعفاء والمساكين سندا لهم في السرّاء والضرّاء. الفكرة في حدّ ذاتها طريفة إلى أبعد الحدود من حيث الالتصاق بالواقع والعرفان بالجميل لصاحبه ولو كان حمارا أو أتانا (أنثى الحمار) حتى وإن عرفت الحمير بالركل والصك والنهيق والشهيق، وهي إذا اجتمعت في أي حقل أو مربض أو ساحة إلا ولوّثتها و«دارت في الحياصة» متى تقيدت. وهي صفات موجودة عن بعض الساسة وإن كانوا قلّة قليلة جدا جدا جدا. فإذا كان للحمير مهرجان في المغرب، فهلا يكون لها حزب في تونس ونحن لا ندري.