صناعة القصاع في مناطق عين دراهم هي من الصناعات التقليدية التي كانت مزدهرة ما قبل سنوات الخمسينات والستينات من القرن الماضي نظرا للاقبال الكبير على هذه الأواني المصنوعة من خشب اشجار النشم والحمراي وخاصة اشجار الدردار. شجرة الدردار هي شجرة غابية ذات احجام متفاوة لها جذع كبير وعديد الاغصان وأوراقها تمتاز بخضرة يانعة تسرالناظرين وتوفر في فصل الصيف ظلالا وارفة وكانت تستعمل هذه القصاع بكثرة في حفلات أعراس الزفاف والختان والولائم التي كانت تقام بجانب اضرحة أولياء الله الصالحين اثناء (الزردة) فتملأ باكلة الكسكسي التي توشح من فوق بالعديد من الفواكه كالزبيب أو الرمان إلى جانب عدة أنواع من الخضر كالبطاطا واللفت والبصل والفلفل والجزر وبيض الدجاج المسلوق وتتنوع هذه الأواني بتنوع احجامها وحاجة العائلات اليها ومدى صقلها وكذالك انواع الخشب المصنوعة منه(فالمثارد) مثلا وهي انواع صغيرة من القصاع هناك من يحبذها مصنوعة من خشب شجرة الزيتون لصلابته وجودة صقله لكن يبقى دائما خشب شجرة الدردار وخشب شجرة النشم هما الافضل من حيث النوعية والديمومة وقد تقلصت هذه الصناعة خلال السنوات القليلة الماضية بتقلص اعداد اشجار الدردار والنشم والحمراي التي اصبحت محمية الان ولا يرخص في قطعها الا لاسباب اضطرارية قصوى كاحداث طريق أو بناء مؤسسة وتبقى دوما هذه الاشجار ذات اهمية بالغة لما تمثله من رمز لصناعة تقليدية امتهنها العديد من الاجداد في الماضي بهذه المناطق ومايزال القليل ممن يمتهنها الان بقرية ببوش الحدودية وكانت وما تزال تدر أرباحا كثيرة كما أنّ لها منافع صحية من حيث حفظ الطعام الا ان اثمانها ارتفعت وتقلص الاقبال عليها منذ مدة من الزمن .