مدينة المكنين ضلع من مثلث مهد صناعة الفخار بالبلاد التونسية الى جانب كل من جربة ونابل ورغم القاسم المشترك بين الأطراف الثلاثة فإن لكل طرف خصوصياته ومميزاته. وقد أكدت الاكتشافات التي عثر عليها بالمناطق الأثرية الثلاث بهذه المدينة أو بهنشير الشقاف الواقع غربها وبقصر جعفر ومرينة وجود أفران وأواني فخارية مما يؤكد تجذر هذه الصناعة التي يعود تاريخها الى العهد البوني. وتؤكد المصادر التاريخية أن هذه الصناعة الموروثة دعمها استقرار عدد من العائلات القادمة من قلالة بجربة. وتطورت هذه الصناعة التي تراوحت اليوم بين اليدوي التقليدي وبين المصنع. ويمتاز فخار المكنين بجودة مادته الأولية ذلك أنه توجد 4 أنواع من «الطفل» المستعمل. النوع الأول وهو «الطفل» الأصفر وهو أفضل الأنواع ومن مميزاته انه يخلط بكمية من الرمل، أما النوعان الثاني والثالث فهما «الطفل» الأحمر والادهم في حين أن النوع الرابع هو «الطفل» الأزرق وهو أقل الانواع جودة و صلابة ويتميز بخلطه بكمية صغيرة من الرمل. وهناك نوع آخر يسمى المالوس ويستعمل في صنع آلات الطبخ التقليدية «كالكانون والزحافة والطابونة وغناي الخبز» وغيرها. أنواع المصنوعات والى جانب الآلات التقليدية هناك عدد من المصنوعات المعدة للطبخ والأكل والشرب والخزن والتجميل ومن هذه الأواني نذكر، على سبيل المثال الحلابي، ومنها العربي والسوري والدامة والزقرلي والدبوسة سوري والقمزية والبرادة والبقال ومنه العربي والسوري وبوروحين والداروق وكذلك القلة ولها 7 أنواع المطاري التستوري النكاعية الطلائعية النقالي الدرجية والشربية أو البوش والخابية وأنواعها 3: العربي والتونسية والبستان وهناك أواني للشرب على غرار المشرب والقمصان وأواني الطبخ والأكل مثل القدرة الكسكاس الغناي. اشكاليات لكن رغم تطور هذه الصناعة فإن مشاكل عديدة أصبحت تواجهها ومن أهمها غلاء المواد الأولية للزينة والنقص الفادح في الاستهلاك والتسويق الداخلي والخارجي ومنافسة المصنوعات وخاصة الموردة منها لكل ما هو تقليدي ويدوي.