واصل العقيد الليبي معمر القذافي تحديه للثوار ولحلف «الأطلسي» مؤكدا أنه لن يتوقف عن القتال في الوقت الذي يعيش فيه مطاردا من المخابرات الامريكية بعد اسقاط نظامه. أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات بريطانية أطلقت صواريخ موجّهة على قبو يضمّ مركز قيادة وسيطرة بسرت لكن لم ترد أنباء عن وجود القذافي هناك. وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس انه من المبكّر اعلان الانتصار على القوات الموالية للعقيد معمر القذافي في ليبيا. مهمة لم تكتمل وأضاف فوكس إن مهمة حلف الاطلسي لم تكتمل بعد وأن الأولوية الآن لحفظ الأمن في ليبيا حتى تسيطر عليها قوات المجلس الانتقالي بالكامل. وتابع «لابد أن يتأكد الناتو أن بقايا النظام قد أدركت أن اللعبة قد انتهت وأن المجلس الانتقالي هو الذي سيقود مستقبل ليبيا». وأضاف «المهم أن تدرك تلك العناصر الموالية للقذافي أنهم خسروا المعركة بالفعل وهذا مهم جدا لفرض الأمن». وفي سياق متصل بدأت قوات المجلس الانتقالي الليبي بالتأهّب للزحف على سرت التي تعتبر آخر ملاذ محتمل له. وقد نقلت قوات المجلس دبابات وراجمات صواريخ الى بلدة بن جواد حيث يخطّطون لاطلاق هجومهم من البلدة. من جهة أخرى أفاد مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون أن الوكالات الاستخباراتية الأمريكية تضطلع بدور حيوي في تعقّب الزعيم الليبي المطارد معمر القذافي غير أنها تحرص على الابقاء على هذا الدور بعيدا عن الأنظار. ورغم أن الجيش الامريكي ووزارة الخارجية الامريكية يسعيان الى النأي بواشنطن عن عملية تعقّب القذافي الا أن مسؤولين حاليين وسابقين أقروا بأن الوكالات الاستخباراتية الامريكية تولي القبض على القذافي أهمية خاصة. وقال بروس ريدل، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي أي ايه) والباحث البارز في مؤسسة بروكينغز «يتعلق الامر بالوصول إليه قبل سعيه الى تشكيل جبهة تمرّد ضد الحكم الجديد». وأضاف «بالنسبة الى تعقّب القذافي أنا متأكد أن الوكالة تدرس بعناية أنماط تحركاته السابقة ما يشير الى الاماكن التي من المحتمل أن يتواجد بها الآن». وتابع «هل مثلا لديه معقل في مكان ما في الصحراء الليبية سبق وتردّد عليه في الماضي... هل لديه مأوى يلوذ إليه بين القبائل؟». القذافي يهاجم في هذه الاثناء دعا العقيد الليبي معمر القذافي في ثالث رسالة صوتية تبث عبر التلفزيون الرسمي الجماهير الى تحرير طرابلس ممن وصفهم بالجرذان والخونة. كما طالب القذافي أئمة المساجد بتحريض الشباب على القتال ضد الثوار قائلا «لا تتركوا الجرذان يسلمون طرابلس للاستعمار واصفا الناتو بالعدو الوهن». وجدد القذافي دعوته الى كل القبائل للاحتشاد من أجل تحرير طرابلس وطرد من وصفهم بالعملاء الاجانب من البلاد. وقال «ليبيا للشعب الليبي وليست للعملاء... ليست للاستعمار». وأضاف «حرّروا طرابلس... دمّروهم أينما وجدتموهم. وتابع «لا تخافوا من الأعداء ولا من القصف». وأكّد أنه لن يكون هناك مكان آمن للمعارضين الذين وصفهم ب «الخونة».