أحرز الثوار الليبيون أمس تقدما شرق البلاد وغيرها مستفيدين من الضربات الأطلسية ضدّ كتائب القذافي التي عمدت إلى قصف بلدة «الزنتان» بصواريخ «غراد» روسية الصنع، فيما وجهت 61 قبيلة ليبية دعوة إلى إقامة ليبيا ديمقراطية وموحدة بعد رحيل معمر القذافي الذي حذرت ابنته عائشة الغرب من تحوّل ليبيا إلى عراق جديد. وأعلن الثوار سيطرتهم على قرية «المجابرة» و«أجدابيا» شرق ليبيا عقب معارك عنيفة مع كتائب القذافي، مشيرين إلى أنّ جزءا هاما من مصراتة بات تحت سيطرتهم. «زاوية المحجوب» وقال المتحدث بإسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة إن قوات العقيد تمركزت في المنطقة الغربية من مدينة مصراتة وبالتحديد عند «زاوية المحجوب». وأضاف أن البوابة الشرقية للمدينة تعرضت لقصف مكثف بالصواريخ وان القوات النظامية لا تحترم وقف اطلاق النار الذي تعهدت به في المدينة. وكان موقع ليبي معارض قد ذكر أنه تم أسر ما يقدر بنحو 20 عنصرا مواليا للنظام بينهم ضابطان أحدهما الرجل الثاني في كتيبة خميس القذافي. كما أكد حلف شمال الأطلسي أنه شنّ أمس هجمات جديدة على قوات القذافي في أحياء مصراتة الشرقية. وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس إن استخدام الطائرات الأمريكية دون طيار أحدث تقدما معتبرا للثوار مشيرا إلى أنّ النظام الليبي أضحى في موقع دفاعي. في المقابل قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إنّ قوات الناتو شنت غارات على مدينة «الخمس» 90 كيلومترا شرق طرابلس مؤكدة مشاركة سفنا أجنبية في الضربات العسكرية التي استهدفت خط اتصالات. بدورها، واصلت قوات القذافي قصفها مواقع الثوار داخل عدد من المدن غرب ليبيا، حيث ذكر متحدث باسم المعارضة الليبية في بلدة «الزنتان» إن البلدة تعرضت لقصف «شرس» صباح أمس وأن 15 صاروخا سقطوا وسطها وصاروخين انهمرا على تخومها. وأضاف أن خمسة منازل دمّرت بالكامل وأن عددا من الأطفال أصيبوا بجروح بسيطة. هبة أمريكية وبالتوازي مع هذه المستجدات الميدانية، أمر الرئيس الأمريكي في مذكرة وجهها الليلة قبل الماضية الي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس بسحب 25 مليون دولار من أية وكالة حكومية لدعم من وصفهم شركاء الحكومة الأمريكية مثل المجلس الوطني الانتقالي. واعتبر أوباما أن هذه الهبة المالية تأتي في سياق حماية المدنيين والمناطق التي تعجّ بهم والمعرضة لهجمات من الكتائب. القبائل على الخط في هذه الأثناء، أكد ممثلون عن 61 قبيلة ليبية في بيان نشره أمس في باريس الفيلسوف والسياسي الفرنسي برنار ليفي الداعم للثورة الليبية رغبتهم في قيام دولة ليبية موحدة وديمقراطية بعد رحيل من وصفوه ب«الدكتاتور». وقال البيان، الذي أعدّ في بنغازي في 12 أفريل الجاري في «مواجهة التهديدات على وحدة شعبنا وفي مواجهة المناورة ودعاية الدكتاتور وعائلته فإننا نعلن صراحة بأنه لن يفرقنا أي شيء». وأضاف: ليبيا الغد، وما إن يغادر الدكتاتور ستكون موحدة وعاصمتها طرابلس حيث سنكون أخيرا أحرارا بتشكيل مجتمع مدني كما نرغب،. وأكد «أننا كليبيين سنكون قبيلة واحدة هي قبيلة الليبيين الأحرار التي تحارب الاضطهاد ونوايا التفرقة السيئة. وشكرت القبائل فرنسا وأوروبا على ايقافهما حمام الدم الذي توعد به القذافي. وأشار ليفي الى أن ممثلي القبائل ال61 الموقعين على البيان يمثلون عموم الأراضي الليبية وكل قبيلة ممثلة بما لا يقل عن ممثل واحد. وأوضح أن الوثيقة تضمّ مفتاح معتوق الورفلي عقيد قبيلة «ورفلة» الواقعة في بني وليد التي تعدّ من أكبر القبائل غرب ليبيا بالاضافة الى خليفة صالح القذافي أحد أعيان قبيلة العقيد الليبي. من جهتها حذرت عائشة القذافي من وضع في ليبيا أسوأ بكثير من الوضع في العراق مشيرة الى أنّ الثوار غير مؤهلين للمحادثات فهم يستخدمون العنف ويقاتلون من أجل القتال فقط وأن على العالم أن يأتي الى طاولة الحوار تحت مظلة المنظمات الدولية. ووصفت في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الثوار ب«الارهابيين» مشيرة الى أن بعض المسؤولين الذين يتبوؤون مناصب رفيعة في صفوف المجلس الانتقالي لازالوا على تواصل مع النظام. وأضافت أنهم يخشون على عائلاتهم وبناتهم وأبنائهم وزوجاتهم لذلك فقد اتخذوا هذه المواقف. ونقلت عن تقارير استخباراتية ليبية غير مؤكدة أن الثوار باعوا أسلحة إلى «حزب اللّه» وحركة «حماس».