قال الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}. هذا أمر واضح من المشرّع بتكوين جماعة من بين المسلمين تقوم على اساس الاسلام المعبّر عنه في الآية بالخير وأن يكون عمل هذه الأمة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي ان عمل هذه الجماعة هو الإخبار بالحكم الشرعي وهي أوامر الله (الأمر بالمعروف) ونواهيه (النهي عن المنكر) إذن هذه الآية واضح فيها وجوب إنشاء حزب سياسي على الاقل يقوم بالدعوة الى الاسلام وينحصر عمله على النشاط السياسي اي التعرض للمعاملات والعلاقات القائمة ببيان الأحكام الشرعية التي يتبناها لها. إما بمواجهة للأحكام العقلية الوضعية او أحكام شرعية يرى هذا الحزب ضعف أدلتها مقارنة بقوة دليل احكامه. المجتمع الاسلامي من المفروض ان يكثر فيه النشاط السياسي الراقي بوجود التعددية الحزبية واختلاف الرأي في المسائل المستجدة في هذا المجتمع فتصارع الأحزاب سياسيا وفكريا لإيصال حلولها وآرائها للحكم أما غير العمل السياسي والفكري فيحرم على الاحزاب القيام به فتنفيذ الاحكام وإلزام الناس على احترام القانون هو حصري على جهاز الدولة ولاشيء غير الدولة. وكل فرد او جماعة خارج جهاز الدولة لا يمكنه استعمال القوة في المجتمع ولا بحال من الأحوال. فضلا عن انه بمجرد التحقيق في تعريف الحزب اي حزب وهو مجموعة أفراد آمنوا بفكر يريدون ايجاده في المجتمع نرى ان الصراع الفكري بالنقاش وما يقتضيه من توضيح واقناع ببيان الادلة الحسية على ما ندّعي من صحة لأفكارنا والكفاح السياسي ببيان فساد أو بطلان النظم المطبقة على علاقات الناس واعطاء البديل العملي الممكن التنفيذ في حينه. لا يوجد غير هذين العملين وهما الصراع الفكري والكفاح السياسي وما تعلّق بهما من وسائل وأساليب مشروعة يمكن ان يقوم به الحزب السياسي وكل حزب استعمل العنف المادي تنتفي عليه صفة الحزب ليصبح ميليشيا أو سمّي ما شئت.