ارتفاع جنوني في أسعار جل المواد الاستهلاكية وفقدان «افتراضي» لبعض السلع خاصة المدعمة منها بسبب تعطل مختلف الحلقات الاقتصادية انطلاقا من مواقع الإنتاج بسبب الاضطرابات المفتعلة في أغلب الأحيان...عناوين أضحت توشح حقيقة السوق وحقائق باتت تعيشها كامل أرجاء البلاد بعيد الثورة المجيدة وتفاقمت هذه الظاهرة خاصة وتجلت بوضوح خلال شهر رمضان المبارك.أسواق ولاية قابس، لم تكن بمعزل عن هذه العناوين وهذه المظاهر الاقتصادية المخلة بتوازنات السوق ولم تكن بعيدة عن التسريبات وعن شائعات فقدان بعض المواد الاستهلاكية المدعمة بمختلف المعتمديات رغم ما يبذله أعوان المراقبة الاقتصادية على أرض الميدان من اجتهاد في إدارة هذا الوضع الخاص رغم انعدام الأمن.هذه الحقائق المتصلة بالسوق من احتكار وترفيع غير مبرر في الأسعار أسقطت القناع عن أعداء جدد للثورة من طبقات الشعب الكريم حيث طالت التجار الفوضويين المنتصبين بغير وجه حق أمام المحلات ممن تهكموا على مبادئ الثورة لاسيما منهم تجار الأسماك الذين رفعوا دون مبرر أسعار السمك وركبوا على صهوة الثورة وامتهنوا الخروج عن القانون بعنجهية مفرطة أضرت بالثورة في حد ذاتها وكرست الجشع والأنانية في ظل الانسحاب المبهم لأعوان الأمن.تجار الجملة للمواد الغذائية هم الآخرون سقطت عنهم الأقنعة وانخرطوا طوعا ضمن منظومة الفساد الاقتصادي بعيد الثورة وخاصة خلال شهر رمضان المعظم فعاثوا فسادا في نسق التزويد من سلعنا المدعمة ومن مقدرات الشعب التونسي كالزيت النباتي والسكر ليتفننوا في تهريبها واحتكارها ورفع أسعارها دون موجب ودون مبرر لتخرم الحلقات الاقتصادية المنظمة وتثقل كاهل المواطن المسكين. أسعار الزلابية والمخارق والحلويات والعصائر هي الأخرى ارتفعت بشكل صاروخي مقارنة بالسنة الفارطة لتكشف لنا عن أعداء جدد لثورة الشعب المجيد ممن استغل حالة ما بعد الثورة ليعبثوا بجيب المستهلك فهؤلاء هم من أصبح يحدد الأسعار بعد الثورة فأسعارهم لا تخضع للمنطق ولا تراعي المقدرة الشرائية للمواطن بل أصبحت على هوى التاجر وحسب ما توجس له نفسه بوحشية الكسب السريع والكثير في معادلة نهب منمقة دون الخوض في معايير الحلال والحرام والتضامن والمراعاة متعللين بهتانا بنقص المواد الأولية وخاصة مادة السكر وارتفاع سعرها رغم أن هذه المادة متوفرة وبأسعار مدعومة من مقدرات المواطن الفقير رائد ثورة الحرية والكرامة.تجار الجملة للمواد الغذائية وتجار الخضر والغلال ولحوم الدواجن والحلويات وغيرهم أرادوا بصنيعهم إحداث الفوضى والبلبلة ليكشروا عن جشع مقموع سابقا وليحققوا كسبا غير مشروع ويتوغلوا في الغش وإلهاب فتيل الأسعار دون موجب فهؤلاء يعلمون جيدا أنهم ليسوا نتاج ثورة الحرية والكرامة لأنها في الأصل لم تلهمهم بكل أسف سوى سبل الغش والكسب السريع بحلاله وحرامه بأسعار خيالية وجنونية دون مراعاة للمواطن المسكين أب ثورة الحرية والكرامة ودون مراعاة لمقدرته الشرائية ودون مراعاة للوضع الاقتصادي الدقيق الذي تمر به البلاد