قالت شهرزاد للملك شهريار اعلم ايها الملك السعيد ان أمير المؤمنين هارون الرشيد اعجب بقصة الفتاة وقال لها: هل عندك خبر بالعفريتة التي سحرت أختيك. فقالت له: لقد اعطتني شيئا من شعرها وقالت لي: ان أردت حضوري فاحرقي من هذا الشعر فأحظر اليك عاجلا ولو كنت في أقصى الدنيا. فقال هارون الرشيد: احضري لي هذا الشعر، فذهبت مسرعة وأحضرته فأحرق منه أمير المؤمنين خصلة ولما فاحت رائحته اهتزّ القصر وسمع الحاضرون دويا هائلا وإذا بالجنية تدخل وقد كانت مسلمة، فقالت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا خليفة المؤمنين. لقد فعلت معي هذه الصبية جميلا لا أقدر على رده. فلقد انقذتني من الموت وقتلت عدوي ورأيت ما فعلت معها أختاها فرأيت ان أنتقم منهما فسحرتهما كلبتين. وقد أردت في البداية قتلهما فخشيت ان يصعب ذلك عليها. وإن أردت يا أمير المؤمنين ان اخلصهما من السحر فعلت ذلك كرامة لك ولها. فقال لها أمير المؤمنين خلصيهما وننظر بعد ذلك في أمر الصبية الثانية. ثم نفخت نفخة واحدة وقالت للكلبتين عودا الى صورتكما الآدمية فعادتا الى صورتهما الاولى. ثم التفت هارون الرشيد الى الصبية الثانية وقال لها وأنت ما خطبك؟ فقالت له: اسأل عني يا أمير المؤمنين هذه الجنية فتكلمت الجنية وقالت لها: هذه الصبية اعجب بها شاب لجمالها وأدبها فحاول الاقتراب منها ومعاشرتها في الخفاء فامتنعت واشترطت ان يكون ذلك في الحلال لكنه عذبها وكان كل يوم يرسل من يضربها علها تستلم له ولكن الضرب لم يزدها الا اصرارا على المحافظة على شرفها. فغضب أمير المؤمنين مما سمع وقال لابدّ من معاقبة هذا المعتدي وسألها من يكون هذا الشاب المعتدي؟ فقالت له الجنية ان هذا الشاب هو اقرب الناس اليك انه ابنك الأمين فطلب احضاره فورا. فقال هؤلاء 3 صعاليك يتزوجون من البنت الصغرى والاختين اللتين كانتا مسحورتين ويتزوج ابني المأمون البنت الكبرى والأمين البنت الثانية وما ان أتمت شهرزاد كلامها حتى أدركها الصباح فسكتت عن الكلام المباح.