أسدل السّتار يوم الاربعاء 24 أوت الجاري على مهرجان المدينةبالقلعة الكبرى الذي دارت فعالياته على مدى أسبوعين تقريبا شهدت فيهم المدينة حركية ثقافية نشيطة في هذا الشهر المبارك الّذي يتوق فيه الجميع إلى السّهر والسّمر. افتتح المهرجان يوم الجمعة 12 أوت بمعرض للفنّان التشكيلي، ابن القلعة البّار «محمّد زواري» حيث تمّ عرض العديد من أعماله المتميزة ببهو دار الثقافة. وقد كانت لوحاته الّتي تعتمد على الحرف العربي وشعر الشابي وكتاب الله مضيئة متلالئة بالحروف و الألوان. إنّ مجرّد التأمل في لوحات «محمّد زواري» كفيل لوحده لإجلاء الهمّ و الحَزَن و لا أدلّ على ذلك من اعتماد اليونسكو لوحات هذا الفنّان كبطاقات مساندة لأطفال العالم. أمّا السهرات فكانت مراوحة بين المسرح و السينما و الشعر و الموسيقى تلبية لكل الأذواق، وقد كانت جلّ هذه العروض فرصة لاكتشاف العديد من المواهب الواعدة على غرار عازف الساكسفون «سيف معيوف» و عازف الكمان المتميز « جاسر الحاج يوسف» واللذان قدّما عرضين أبهرا كلّ الحضور. وبما أنّ للشعر مكانته الرّاسخة في بناء صرح الثقافة فإن سهرة الشّعر الّتي قدّمها الشعراء «المنصف الوهايبي» و «جمال الصّليعي» و «محمد أمين بن علي» كانت بلسما للنفوس العطشى لأدب يرقى بالذات البشرية إلى عالم أفضل. و لنا أن نشيد في هذا الصدد بالمجهود المتميز للمجموعة الشابة الّتي حرصت على إعداد برنامج هذا المهرجان و سهرت على إنجاحه حتّى يكون علامة مضيئة في سماء ثقافة هذه المدينة. لقد كان حَريّا بلجنة المهرجان أن تؤثث ولو لسهرة واحدة لفنّان مشهور يمكّن حضوره من حشد الجماهير و تعويدهم على مواكبة كلّ العروض (المجانية) بإعداد أوفر وزرع نواة الثّقافة الحقّة في قلوب أبناء المدينة على اختلاف مستوياتهم واللذين دأبو و يا للأسف على ارتباد المقاهي و الخوض في مواضيع من شانها أن تسقطنا في شرك التّبلّد الذّهني و الطرطقة و الغوغائية. أما من الناحية الإعلامية فكان بالإمكان الخروج بنتيجة أفضل، لو سبقت هذا المهرجان حملة دعائية «شرسة» عبر الصحف و الإذاعات و المواقع الاجتماعية (الانترنت) لضمان الحدّ الأدنى من التّفاعل الايجابي مع هذا العمل الثقافي وتجنب الاتكاء على غياب الموارد المادّية عموما وبالرغم من عزوف جانب من الجمهور عن المهرجان، فإنه كان فرصة حقيقيّة لكل مواطن في القلعة الكبرى حتّى يرتقي بذوقة الفنّي إلى مصاف الشعوب المتحضّرة... وكان الدّرس مفيدا للجميع وفي الختام دقت « أجراس « نهاية مهرجان المدينة بعرض أخذنا إلى مشارف الفن الرّاقي عبر أعمال كسّرت حاجز الزّمن و تمردت على الممنوع عبر مجموعة «أجراس» بقيادة... كلّ أعضاء المجموعة المتميّزة مع مداخلات دسمة للأخ عادل بوعلاّق و... إلى لقاء أحلى رمضان 2012.