فوزي بن قمرة اسم بمنطق الشارع الفني «ضرب» في المزود وذهب بالعديد إلى اعتباره قد سحب البساط من تحت ملك الفن الشعبي الهادي حبوبة وحاز على قاعدة شعبية واسعة. وما إن تعمقت شعبيته حتى هجر الفن الشعبي وأدار ظهره للمزود فكانت الصدمة لمحبيه التمسوا في طياتها عذرا لهذا الفنان الذي اختار توجها آخر وهو «الفن الصوفي» زاده شعبية وتمكن في ظرف وجيز من تجربته هذه من احتلال مكانة إلى جانب أقطاب هذا التوجه واصبحت عروضه قبلة للعديد من المتابعين ،التقته الشروق في أحد هذه العروض ب«ليالي رمضان 2011» بسوسة فكان هذا الحوار الذي حرص فيه بن قمرة على الصراحة بدون خلفيات وكان وفيا لدماثة أخلاقه ونبل مقاصده : كيف تقدم توجهك الفني الجديد ؟ هو عرض صوفي ديني، إنشاد طربي سمّه ما شئت المهم في هذا الإطار أنني حرصت على أن يكون عصريا تنوعت فيه الآلات والإيقاعات الموسيقية من التونسي إلى الشرقي و الهندي واللاتيني والإفريقي في عرض سميته «استمتاع الروح» لأن كل من يواكبه تستمتع روحه ففيه من الأغاني القديمة بتوزيع جديد وأغاني جديدة عصرية التوزيع وأحيانا تظهر أشياء وليدة اللحظة وفي ما يخص الكلمات أعتمد على نفسي وأيضا أستعين ببعض الشعراء . هل يمكن ان نقول إنك نسخة جديدة لفوزي بن قمرة أم نسخة متطورة ؟ الإثنان صحيحان ،فقد تغيرت تغييرا كليا بنمط فني مخالف تماما لما كنت أمارسه وبعيدا عنه كل البعد. هل ندمت على ممارستك للفن الشعبي ؟ نعم بكل تأكيد... إحقاقا للحق ندمت . لو نرجع إلى تلك الفترة ما هو السبب الذي يجعلك تأخذ مثل ذلك القرار والحال أنك كنت في أوج الشهرة ؟ قراري كان من أسهل ما يمكن وحتى ألخّص لك ما حدث لقد جاءتني هدية من عند الله وقبلتها بدون تلكؤ ودون أي تردّد. ألم يوجد طرف آخر قد أثر عليك أو حادثة معينة ؟ لا أبدا لم يكن شيئا من هذا ولكن ما حصل لم يكن من فراغ لأني حتى عندما كنت أمارس المزود لم أبتعد عن الله لقد كنت أصلّي ومواظب على مختلف العبادات ولكن كنت دائم الشعور بنوع من القلق و الضيق إلى أن جاءتني الهديّة من الله فقبلتها . هل بقي جمهورك وفيا لك؟ نعم جمهوري القديم بقي فلم أفقده بل زاد عدده. هل وجدت تضييقات في اخياراتك الفنية الجديدة ؟ كانت الأغاني تراقب كلمة كلمة حيث كان الالبوم يذهب إلى الداخلية للمراقبة الدقيقة وان شاء الله في ظل هذه الثورة التي شهدتها بلادنا سنعمل براحة كبيرة وبفضل حرية التأليف سيكون لتوجهنا آفاقا أوسع وسنتعامل مع الأتراك وغيرهم لتطوير هذا التوجه الفني نحو الأحسن إن شاء الله.