أريد أن أتعلم ما دام العلم نورا. أريد أن أتعلم ما دام العلم مطلوبا من المهد الى اللحد ولو كان في الصين. دون الاقتصار عليه في رياض الاطفال. والأقسام التحضيرية. والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات ومراكز التكوين المهني والصنائعية وزوايا الأولياء الصالحين. أريد أن أتعلم، لا أطلب علم غزو الفضاء من «كاب كانافيرال» ولا من «كاب» أحزابنا ولا أرغب في أن أكون صاروخا ينطلق منها ولا في أن «أشابطُ» السماء ولا في أن أبني في القمر قصر الحمراء ولا في المريخ قصر الخورنق للمعذبين والمحرومين في الولايات الداخلية. راكبا على الثورة طبعا. فأنا أخوكم ريفي لا يفقه الركوب على الأحداث. عشت طفولتي راكبا على ظهر أمّي كلما تخلص من أعبائه الثقيلة الى أن تعلمت المشي على وجه الأرض حتى وأن تكاثرت حفرها وأجبابها وانزلاقاتها ولولاها ما كانت لكل جواد كبوة. كل ما أطلبه هو كيف أعيش مع الآخر؟ وكيف أتعامل مع الآخر؟ وكيف أتقبل الآخر؟ وكيف أتضامن على الخير مع الآخر؟ 110 أحزاب وأنصاف أحزاب وأعشار أحزاب وأشباه أحزاب كلها تدعي أنها في خدمة الآخر ولا وجود فيها للآخر. الكل يقصي الآخر والكل ينفي الآخر. والكل ينتصب صاروخا في «كاب» الثورة موجّها الى المجلس التأسيسي ويستهدف الآخر مباشرة. ولكل منها طائرات بدون طيار للاستكشاف واستهداف الآخر في عقر داره وعقر قوته وعقر كرامته وعقر كيانه. فمن يكون هذا الآخر؟ خوفي من أن يكون هو الشعب برمته. من أصدّق ذاك الذي قال لي «خوذ العلم من روس لحزاب»؟ أم ذاك الفتى الذي أطلق ساقيه للريح في احدى أسواق الدواب الاسبوعية في أوج انتصابها، وهو يخاطب الدواب دابة دابة وهو يقول «شي يكوخر يا لوخر» «شي يزوّك منو البقر» وفعلا سمعت البقر «يزوك»؟ لماذا يا ترى؟