شهدت العاصمة العراقية بغداد أمس مظاهرة شارك فيها صحافيون وناشطون من منظمات المجتمع المدني، بعيد إقامة جنازة رمزية للاعلامي والناشط البارز هادي الهادي الذي أغتيل أول أمس في منزله. ولا تُعد مظاهرة أمس استثنائية، فقد سبق وأن شهدت بغداد ومدن أخرى مظاهرات سلمية منددة بأداء حكومة المالكي، واحتجاجا على تردّي الأوضاع على جميع المستويات. توشحوا بالسواد وكان لافتا في مسيرة أمس ارتداء غالبية المتظاهرين لباسا أسود وهم يحملون نعشا رمزيا للصحافي المغدور به وصورة كبيرة له. وانطلقت المسيرة من منزل الراحل هادي الهادي وسط الكرادة، وصولا الى ساحة التحرير في قلب العاصمة، حيث احتشد العشرات مرددين هتافات: «كاتم الصوت بوطني يغتال كل من وطني...»، و«هادي يا شهيد الصوت خوّفهم حتى التابوت». ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها كلام للشهيد هادي الهادي، قال فيها قبل أيام من اغتياله إنه يتلقى تهديدات وتحذيرات من تنظيم مسيرات مناوئة للحكومة... ورفعت شعارات أخرى تتهم حكومة المالكي بالفساد، وبثراء السياسيين الفاحش على حساب الشعب. إجراءات أمنية ورافقت المسيرة رغم أن عدد المشاركين فيها بالعشرات فقط اجراءات أمنية مشددة. وأغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية الى ساحة التحرير، فيما انتشرت وحدات مكافحة الشغب على جانبي الطريق. وكانت عناصر يعتقد أنها مأجورة فضّت في وقت سابق من العام الحالي مظاهرة مناوئة للمالكي، مستخدمة الهراوات والأسلحة البيضاء، في مشهد شبيه بما يسمى في مصر ب «البلطجية». اتهامات وأثار اغتيال هادي الهادي نقاط استفهام كثيرة حول الدور المحتمل لايران في تصفية النشطاء المناوئين لحكومة المالكي على اعتبار الأخيرة موالية لطهران. وعثر على هادي الهادي مقتولا في منزله بمسدس كاتم للصوت، واتهم صحافيون ايران بالتورط في عملية الاغتيال وحمّل ناشطون على صفحاتهم على «فايس بوك» حكومة المالكي والجماعات المتطرفة التي تعمل لصالح إيران، مسؤولية اغتيال الصحافي العراقي. وذكرت قناة «العربية» أنه تم تعطيل كاميرات المراقبة في منطقة الجريمة خلال فترة تنفيذ عملية الاغتيال، ممّا يوحي بأن الجريمة منظمة وأعدّ لها بشكل جيد.