عاشت شوارع مدينة البصرة جنوب العراق أمس حالة من الغليان حيث خرج الآلاف من سكان البصرة في مظاهرات احتجاجا على النقص الحاد في التيار الكهربائي وطالبوا بإقالة وزير الكهرباء ومحافظ المدينة الغنية بالنفط لكنها تعيش في الظلام. وأعلن الجيش العراقي مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح عندما اطلقت قوات الامن النار في الهواء لتفريق المتظاهرين. غضب.. وتهديد ورشق المتظاهرون الغاضبون ديوان مجلس المحافظة بالحجارة ورفعوا لافتات كتب عليها «لا نريد النفط والدواء بل الماء والكهرباء» و«جماهير البصرة تطالب المرجعية العليا بتوفير الخدمات للمواطنين». ورفع متظاهرون نعشا كتب عليه «موت الكهرباء» و«يا رئيس الوزراء البصرة تحتاج الكهرباء» وردّد آخرون هتافات عديدة من بينها «اليوم سلمية وغدا حربية» في إشارة الى المظاهرة وأخرى باللهجة المحلية، يا محافظ شيل إيدك (اي ارفع يدك) أهل البصرة ما تريدك». وقال الشيخ حيدر علي حسن ان اهالي البصرة مظلومون لا نريد نفطا بل نريد كهرباء وماء. وأضاف حسن ان «الكهرباء تقطع خمس ساعات وتأتي ساعة واحدة رغم ان درجات الحرارة تجاوزت الخمسين» وتساءل «هل هذا انصاف من الحكومة المحلية او المركزية؟». وحذّر حسن من ان هذه المظاهرة سلمية «لكننا سنقوم بأعمال لا تحمد عقباها اذا لم تتحقق مطالبنا». والبصرة هي أغنى مدن العراق ورئته الاقتصادية وتضم اكبر الحقول النفطية فضلا عن كونها المرفأ الرئيسي لتصدير النفط. وفي بغداد أيضا تظاهر العشرات في حي الكرادة (وسط) مطالبين بإقالة وزير الكهرباء وزيادة ساعات التزود بالتيار الكهربائي في جميع مناطق العاصمة. وقال نصير فاضل «معاناتنا لا توصف بسبب نقص الخدمات عموما والكهرباء خصوصا بالتزامن مع فصل الصيف والامتحانات النهائية». اتهامات لكن مسؤولين في مجلس محافظة البصرة ينتمون الى ما يسمى ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه نوري المالكي قالوا إن مظاهرة البصرة استغلها منافسون سياسيون شيعة يريدون ان يتخلى المالكي عن سعيه الى ولاية حكومية ثانية في المحادثات الرامية الى تشكيل حكومة ائتلافية. وقد رفع بعض المتظاهرين لافتات تقول «نادمون على التصويت في الانتخابات وتقول لافتات أخرى «يا أعضاء مجلس المحافظة أطفئوا مكيفاتكم» وإن كنتم عاجزين عن توفير الكهرباء لا تقودوا البلاد».