تمثل قنطرة اللوح المنفذ الوحيد للوافدين والمغادرين لمدينة جندوبة من الجهة الجنوبية حيث تشهد حركة مرورية كثيفة عبرها لذلك ظلت منذ تشييدها في أواخر ستينات القرن الماضي المنفذ الوحيد للعبور والجسر التقليدي الذي تحدى لسنوات طوال هيجان وادي ملاق. قنطرة اللوح صنعت من خشب على مسافة تناهز المائة متر على عرض 4 أمتار تسمح بمرور عربة واحدة ولا تسمح نظرا لضيقها بالتقاطع وقد أسندت جوانبها بواقيات حديدية ذات سمك كبير وتشد القنطرة المعلقة على ارتفاع يفوق 20 مترا بحبال قوية شكلت جميع مكوناتها مصدرا للصمود رغم الحركة المرورية الكبيرة التي تشهدها والتي لا يحترم في بعض الأحيان مستعملوها الحمولة المسموح بها (27 طنا ) مما زاد في هاجس الخوف من تهاويها وهو ما يعني تعطل حركة المرور لآلاف السكان بين عامل وموظف وتلميذ وطالب وفلاح خاصة وأن الجهة الجنوبية لجندوبة تعرف بنشاط فلاحي هام (العيثة سوق السبت الهميسي بن عياد ...) . وأخيرا حصل المحظور هاجس الخوف هذا تدعم على أرض الواقع في نهاية شهر جويلية عندما ترنحت القنطرة ثم تهاوى جزء منها بسبب مرور شاحنة ثقيلة محملة بالخرسانة حمولتها قدرت ب35 طنا وهو ما يفوق في الحقيقة الحمولة المحددة للقنطرة وهو ما سبب تعطل حركة المرور عبر القنطرة لمدة فاقت نصف الشهر تعطلت معها مصالح المواطنين بمختلف شرائحهم وتكبدوا مشاق السفر ماديا وجسديا جراء تغيير الوجهة عبر المنفذ الشمالي (سوق السبت /جندوبة عبر طريق تونس) فأصبحت الرحلة مضاعفة عند البعض وتصل ثلاثة أو أربعة أضعاف عند البعض الآخر علاوة على صعوبة تحصيل وسائل النقل وارتفاع كلفتها. خطة عاجلة للحماية أمام هذا الوضع وتكاثف الجهود وبنسق ماراطوني في المدة الأخيرة عاد معه النشاط للقنطرة وتم ترميم واعادة تثبيت الجزء المنهار ولو بصفة ظرفية وقع اقرار خطة عاجلة للحفاظ على القنطرة من الانهيار . وتقضي الخطة أولا بتعهد هذا الجسر وصيانته كل موسمين وفق دراسات يقرها الخبراء والمختصون بعد المعاينة الموضعية ويكون ذلك بتجديد الخشب القديم والذي بدأ يتآكل بمفعول المياه والحرارة وكذلك التثبت من سلامة وصلوحية الحواجز الجانبية الواقية وكذلك تغيير وتجديد المعدم منها .كما تقضي الخطة بتشكيل لجان مراقبة من المواطنين لمنع مرور العربات والشاحنات الثقيلة التي حمولتها تفوق الحمولة المسموح بها . وبالتوازي مع الخطة المقررة هذه كان لزاما أن تتحرك مصالح الفلاحة والتجهيز وكذلك السلط الجهوية والمحلية لمنع عملية نقل الرمل المعد للبناء والذي سبب التنقيب عنه توسيع مجرى النهر وتغيره بحيث أصبح بدل انسيابه مستقيما يهدد بمغادرة مجراه الأصلي على شكل تعرجات وهو ما قد يهدد القنطرة من جوانبها نتيجة اصطدام المياه بها ودور السلط المعنية واضافة لمنع استغلال الرمال بهذه الطريقة يتمثل أيضا في تنظيف مجرى الماء القديم وتخليصه من الرواسب والأشجار الكثيفة التي غطته حتى يعود لينساب حسب ما أقرته الطبيعة الأولى وبذلك يسلم الجسر من هيجان الوادي وعبث الانسان الذي غير به قوانين الطبيعة . الحفاظ على جسر قنطرة اللوح على وادي ملاق مسؤولية مشتركة بين المواطن والمسؤول فالمواطن مطالب باحترام الحمولة المقررة للجسر فلا يتجاوزها وكذلك مراقبة عمليات العبور واثناء المارقين .أما دور المسؤول فيتمثل في الاستعداد للتدخل بالصيانة والتعهد في كل حين ولمَ لا دراسة امكانية برمجة انجاز جسر على الطريقة العصرية بجانب قنطرة اللوح وبذلك يقع التخلص من هاجس الخوف الذي يظهر من حين الى آخر رغم أن مثل هذا المشروع يتطلب أموالا طائلة قيمتها لا تساوي الكثير أمام حياة البشر المهددة .