اعتبر السفير السعودي السابق في الولاياتالمتحدة الأمير تركي الفيصل أن نظام الرئيس السوري بشار الاسد على وشك السقوط محذّرا في الوقت نفسه من مخاطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة. قال الأمير تركي الفيصل إن سقوط الأسد سيوفر فرصة استراتيجية نادرة لإضعاف ايران التي ستجد عندها صعوبة أكبر في زرع الشقاق في العالم العربي. وأضاف «لكن هذه الفرصة ستهدر اذا تسببت أعمال إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انقسام عميق بين بلداننا». وحذّر السفير السعودي السابق واشنطن من مغبة استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية اذا ما أرادت تجنيب نفسها غضب العالم العربي والاضرار بالعلاقات الأمريكية السعودية. وقال الأمير تركي الفيصل «في حال استخدمت الادارة الامريكية حق الفيتو ضد الطلب الذي يعتزم الفلسطينيون تقديمه للأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين دولة رقم 194 كاملة العضوية في المنظمة الدولية فإن السعودية لن يكون بمقدورها مواصلة تعاونها مع الولاياتالمتحدة بنفس الطريقة التي دأبت عليها الأمور. وأضاف في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز «استخدام الفيتو الأمريكي ضد الطلب الفلسطيني سيؤدي الى تراجع نفوذ الولاياتالمتحدة كما سيؤدي الى تفويض أمن اسرائيل وتعزيز النفوذ الايراني وزيادة مخاطر اندلاع حرب جديدة في الشرق الاوسط. وأكد الأمير تركي الفيصل الذي سبق وان شغل أيضا منصب رئيس المخابرات السعودية ان العلاقة المميزة التي تربط السعودية وأمريكا سينظر اليها بشكل متزايد من قبل السواد الأعظم من العرب والمسلمين الذين يطالبون بالعدالة للشعب الفلسطيني على أنها علاقة سامة. وتابع : «المسؤولون السعوديون سيضطرون عندها الى تبني سياسة اقليمية أكثر استقلالية وأكثر حزما، مذكّرا بالتدخل العسكري لبلاده في البحرين مؤخرا. وأشار الى انه في حال عدلت الولاياتالمتحدة عن هذا الخيار وقررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية فإن من شأن هذه الخطوة تسريع عملية السلام المجمّدة منذ أكثر من عام وذلك من خلال الانتقال الى نموذج جديد للتفاوض من دولة الى دولة». وقال «في إطار هكذا سيناريو فإن الخاسرين الوحيدين سيكونان سوريا وايران الدولتين المنبوذتين اللتين تعملان بلا كلل ولا ملل على تقويض عملية السلام»، على حد تعبيره.