ككل سنة تستعد بلادنا في هذه الفترة الى مجابهة ظهور مرض النزلة الوافدة (الانفلونزا الموسمية) التي تكتسي في بعض الحالات ولدى بعض الفئات خطورة يمكن ان تودي بحياة العديد من المصابين في غياب الاجراءات الوقائية الضرورية والرعاية الصحية الملائمة للمصابين بهذا المرض. بينت تقارير الموسم الفارط ان عدد الاصابات المسجلة في القطاع العام بلغت 1.405.190 حالة من النزلة الوافدة تسببت في 13 حالة وفاة معلنة من بينها 5 حوامل، مع العلم وأنه على اثر القيام بتحليل على 1114 عينة تم اكتشاف 373 حالة ايجابية منها 217 فيروسات النزلة الشتوية، تضمنت فيروس H1N1 بنسبة 72.4% من الحالات. متابعة وتشير معطيات منظمة الصحة العالمية حول مرض الانفلونزا الموسمية أنه وقع تواجد فيروسات مختلفة حسب المناطق في جنوب أمريكا مع أن الوضع الوبائي كان عاديا كما تواصل انتشار المرض في استراليا بتواجد كلا النوعين من الفيروس أي H1N1 والفيروس من نوع B الذي وقع تسجيله كذلك في نيوزيلاندا. لجنة فنية لمتابعة النزلة الشتوية والانفلونزا المستجدة تكونت لجنة وعقدت اجتماعا لدرس برنامج الاستعداد لموسم 2011-2012 وتتمحور الخطة المعدة في هذا الغرض حول العناصر التالية: 1) تدعيم المراقبة الوبائية الموسمية بالتركيز على هياكل صحية في القطاعين العام والخاص لترصد هذا المرض والتعرف على نسق تطوره واتخاذ الاجراءات الضرورية المناسبة للوضع الوبائي. 2) تدعيم عناصر الوقاية من تلقيح وتوعية صحية وتوفير الدواء الضروري والعناية بالمحيط وخصوصا النظافة الفردية والنظافة العامة. 3) استعمال الأدوية المضادة للفيروسات حسب توصيات المنظمة العالمية للصحة. 4) الدعوة للإقبال على التلقيح والتعريف بمحاسنه ومنافعه مع سلامته وتحسيس الأطباء وأعوان واطارات الصحة بصفة عامة بالنصح بالاقبال على التلقيح. تلاقيح وأدوية تمت الاجراءات لتوريد قرابة 300 ألف جرعة من اللقاح الموسمي عن طريق الصيدلية المركزية وقد حافظ اللقاح على نفس تركيبة السنة الفارطة، وهذه الكمية تعتبر كافية للاستجابة للطلبات الفعلية المسجلة في السنوات السابقة مما يدعو الى مزيد التوعية والتحسيس بأهمية التلقيح من حيث ضرورته ونجاعته وسلامته. وتم خلال الموسم الفارط توريد نفس الكمية (300000 جرعة) تم توزيع 273000 على القطاع الخاص و27000 على القطاع العام. كما تجدر الاشارة الى ان التلقيح ضروري ومنصوح به طوال الفترة التي تتسم بالطقس البارد حتى بعد ظهور المرض. أما بالنسبة للأدوية فقد تعهدت مختلف الأطراف بالعمل على توفر مخزون من الأدوية كاف للاستجابة للطلبات كما وقع الانطلاق في توفير الكواشف اللازمة لمتابعة الفيروسات المتواجدة وتشخيص الحالات مع توفير كواشف اضافية للتعرف على الفيروسات المشابهة التي تتسبب في حالات سريرية مماثلة للقريب (النزلة الشتوية). حملة تحسيسية تصدر القيام بحملة تحسيسية تثقيفية بمشاركة مختلف المتدخلين وبمساهمة وسائل الاعلام الوطنية لتدعيم الوقاية من المرض وتقليص تأثيره على صحة الفرد والمجتمع، وترتكز هذه الحملة خاصة على: التشجيع على التلقيح لكل أفراد المجتمع وبالخصوص ذوي الأمراض المزمنة والحوامل. اتخاذ الاجراءات الوقائية الفردية والجماعية لتفادي العدوى باتباع سلوك سليم عند السعال والعطس وبالمواظبة على غسل اليدين والمحافظة على القواعد العامة للنظافة والصحة. الحرص على متابعة الحالة المرضية لدى صغار السن والمسنين مع ضرورة اللجوء الى التداوي كلما ظهرت تعكرات أو علامات خطورة.