بدأ مقاتلو المجلس الانتقالي الليبي معركتهم الحاسمة ضدّ كتائب العقيد معمر القذافي المتحصنة في «سرت» و«سبها» و«بني وليد» غرب مسقط رأس القذافي الذي أكد المتحدث باسمه أنه يجمع قواته العسكرية و«يحرّر» البلاد من قبضة الانتقالي. وقال مسلحو المجلس الانتقالي إنّ المعركة ضدّ من وصفوهم ب«فلول الكتائب» لن تتجاوز اليومين أو الثلاثة على أقصى تقدير مشيرين الى أنهم دفعوا بمئات العناصر المسلحة وبالآليات الحربية نحو «سبها» و«سرت» و«بني وليد». مهلة بيومين وأمهلوا أهالي بني وليد يومين اضافيين ليغادروا البلدة قبل شنّ هجوم شامل عليها. ووجه المسلحون نداء لأهالي البلدة بهذا المعنى عبر الاذاعة المحلية لمدينة ترهونة المجاورة. وأشارت مصادر من داخل الانتقالي الى أن نصف عائلات بني وليد فرت منها بالفعل. وتؤكد احصائيات الانتقالي أنّ ما بين 700 الى 1000 مقاتل من كتائب القذافي لا يزالون متحصنين في البلدة. ويتمركز هؤلاء خاصة على المرتفعات المشرفة عليها وتضيف مصادر الانتقالي أن الكتائب نشرت القناصة علىالأسطح مشيرة الى أن إذاعة محلية متنقلة مررت رسالة صوتية جديدة للقذافي دعا فيها الى المقاومة ومحاربة مسلحي الانتقالي. وقال قائد ميداني كبير في المجلس الانتقالي إن موسى ابراهيم وسيف الاسلام القذافي شوهدا في بلدة «بني وليد» الأمر الذي قد يفسر شراسة مقاومة الكتائب في البلدة. وليس ببعيد عن «بني وليد» شن مسلحو الانتقالي هجوما ثلاثيا على المناطق المتاخمة ل«سرت» مسقط رأس القذافي وقالوا إنهم تمكنوا من السيطرة على الجانب الغربي من «الوادي الأحمر» وعلى مناطق تعتبر مداخل سرت من ناحية الجنوب والشرق. وفي سياق متصل، حشد مقاتلو «الانتقالي» مئات المسلحين في طرابلس تمهيدا لارسالهم الى مدينة «سبها» الجنوبية. وكان ثوار «سبها» قد بسطوا منذ مدة سيطرتهم على عدد من أحياء المدينة مثل «القرضة» ورفعوا فوقها أعلام الملك السنوسي. القذافي يستعد للمواجهة في الطرف المقابل من المشهد الميداني القتالي، قال موسى ابراهيم المتحدث باسم النظام الليبي السابق إن معمر القذافي لايزال في ليبيا وروحه المعنوية جيدة ووراءه جيش قوي ولديه آلاف مؤلفة من المتطوعين. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن ابراهيم قوله: إنّ الزعيم الليبي بصحة جيدة وروحه المعنوية عالية، مضيفا أن القتال أبعد عن الانتهاء مما يتصوره العالم. وأشار الى أن معسكر القذافي لايزال قويا جدا وجيشه لايزال متماسكا. وأضاف أن القذافي يسيطر على أجزاء كبيرة من ليبيا على الساحل الشمالي وفي المناطق الغربية من البلاد ويسيطر على الجنوب الليبي برمته. وأردف أنه يجمع قواته لتحرير كل مدينة ليبية حتى لو قاتل من شارع الى شارع ومن منزل الى منزل لسنوات قادمة. ورفض المتحدث باسم النظام الليبي السابق الافصاح عن مكان وجوده. وتحدث ابراهيم إلى وكالة «رويترز» عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية. الساعدي في نيامي في هذه الأثناء أعلن مصدر حكومي نيجري ان الساعدي القذافي نجل العقيد وصل مساء أول أمس الثلاثاء الى العاصمة نيامي بعد أن دخل أراضي النيجر يوم الأحد. وأكد المصدر الحكومي أنباء أوردتها مصادر محلية أن الساعدي وصل الى نيامي على متن طائرة «سي130» تابعة للجيش النيجري أقلعت من مطار «أغاديز» وفرضت على الموكب اجراءات أمنية مشدّدة وأضاف أن الساعدي وصل الى العاصمة في ظلّ حراسة مشدّدة فرضتها قوات الأمن المحلية. وأشار إلى أنه تم اقتياده، رفقة 8 أشخاص مقربين من القذافي الى فيلا رسمية متحدثا عن مراقبة وليس عن اعتقال. وكانت واشنطن قد أعلنت أن الساعدي محتجز في مقرّ رسمي تابع للحكومة النيجرية.