الاسلام لا يمنع المسلمين من التصنيع وحيازة التكنولوجيات الحديثة والتقدم في العلوم التجريبية وما تعلق بهذه الأمور من وسائل وأساليب بل على العكس تماما الاسلام يفرض على المسلمين حاكما ومحكوما ان يجتهدوا بكل ما لديهم من مال وعقول للتصنيع وتطوير الميادين العلمية وأخذها ان أمكن من الشعوب الأخرى والتاريخ الاسلامي خير شاهد على ذلك. اليوم الشعب التونسي كسائر الشعوب الاسلامية استهلاكي لا غير فالتكنولوجيا معدومة التصنيع ويمكن القول بأننا لا نصنع أي شيء اذا ما استثنينا الصناعات التقليدية وهذا الأمر ليس اختياريا بل مفروض علينا من الدول الغربية المصنعة التي وان تخلت الى حد ما عن الاستعمار العسكري فقد عملت على فرض نخب سياسية حاكمة لا ارادة سياسية لها على كل ما يسمى العالم الثالث. أما المثل الصيني المشهور: «لا تعطني السمكة ولكن علمني كيف اصطاد السمكة» فإنه تعبير على ارادة واضحة للاستقلالية وعدم التبعية في الصناعة وفي الاقتصاد بشكل عام فإذا الشعب يوما أراد الحياة فعليه ان يتخلص من كل قيود الاستعمار هذا ما نفهمه من هذا المثل الشعبي الصيني. أما النخبة في تونس أيام بورقيبة فقد أغفلته وأيام بن علي وضعته وراء ظهرها والنخبة اليوم مشغولة عنه ولا نرى له أثرا في خطابها أو برامجها. أمريكا وأوروبا تصدران للشعوب الاسلامية وجهة نظرها في الحياة وعلى ظهر الدبابات وفوهات المدافع إن لزم الأمر أما العلوم التجريبية والصناعة بشكل عام فنحن منها ممنوعون ولا يحق لنا الا أن نبني برامج التعليم على ما يناهض القيم الاسلامية وندرس تاريخ الغرب عوض تاريخنا وتدعم أوروبا وأمريكا متقفينا فأصبحت طريقة التفكير وأدواته عندنا مستوردة وكأن لسان حال النخبة يقول للغرب لا تعطني الفكرة وانما علمني كيف أفكر. [email protected]