تتزايد المخاوف هذه الأيام من إمكانية حصول فيضانات كبرى في بعض المناطق في تونس...تزامنا مع حلول موعد الأمطار الطوفانية أو ما يعرف ب«غسالة النوادر» لدى التونسيين الموافق لفصل الخريف. هؤلاء، المتخوفون، يستندون في توقعاتهم على تاريخ ما حصل من فواجع في تونس جرّاء الفيضانات وما انجرّ عنها من سيول جارفة كانت خسارتها الماديّة والمعنويّة ثقيلة...فعام 2003 أغرقت الأمطار الطوفانيّة الاحياء المجاورة لسبخة السيجومي غرب العاصمة وفي ثالث أيام عيد الفطر عام 2007 أودت السيول الجارفة في منطقة سبالة بن عمّار على مستوى الطريق الوطنية «ج.ب.8» الرابطة بين تونس وبنزرت بحياة 9 أفراد كانوا داخل سياراتهم حين فاجأتهم السيول كما تسببت في فقدان 8 أفراد آخرين. وفي فجر أحد أيام شهر سبتمبر من عام 2009 اجتاحت السيول الجارفة فجأة مدينة الرديف النائمة لتقتل 17 فردا من متساكنيها. هذه الحوادث الطبيعية وقعت تقريبا كلّ سنتين ممّا أسهم في مضاعفة المخاوف لدى هؤلاء...ويُعرّف المختصون أمطار الخريف الجارفة أو «غسّالة النوادر» كما تُطلق عليها التسمية بأنها أمطار غزيرة تهطل بقوة في وقت وجيز وتكون مرفوقة بالزوابع الرعدية والرياح القوية وتتسبب في الفيضانات. يحصل هذا عادة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر. المعهد الوطني للرصد الجوي لم يؤكّد أو ينفي هذه التوقعات أو المخاوف المتداولة في الشارع التونسي إذ لم يمدنا باجابة حول الموضوع وما إن كانت هناك توقعات دقيقة في هذا المجال قد تكون استندت الى دراسات وغيرها. في المقابل علمنا من بلديّة تونس، الأكثر غرقا أثناء الفيضانات، أنه هناك برنامج خاص بجهر وتنظيف الأودية ومجاري المياه الراجعة إليها بالنظر وذلك خلال الفترة الممتدة من 10 الى 30 سبتمبر الجاري استعدادا لأمطار الخريف ما يعني أن أشغال الجهر والتنظيف قد تتزامن مع تهاطل الأمطار. هذا البرنامج تمّ تداوله الثلاثاء الماضي في ثاني جلسات النيابة الخصوصية لبلدية تونس. وسيجري تنفيذه بالتنسيق مع مصالح وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية والديوان الوطني للتطهير. ويشمل البرنامج أيضا فقرة خاصة ب«الاجراءات عند نزول الامطار ومنها تركيز فرق استمرارية بمختلف مستودعات التنظيف مجهزة بالعملة والجرارات المتوفرة اضافة الى برمجة تجميع أكثر ما يمكن من المعدّات البلدية بالمستودع المركزي بشارع أولاد حفوز ومستودع الطرقات بالفتقيّة لاستعمالها عند الحاجة في مختلف الدوائر البلدية».