استبشر الجميع بنزول الغيث النافع والحمد لله صبيحة الأحد 25 سبتمبر وكذلك يوم الأربعاء 28 سبتمبر ففي مثل هذا الوقت وكلما نزلت «غسالة النوادر» معلنة دخول الخريف إلا وغمرت المياه شوارع مدينة بنزرت وبالتالي تتوقف الحركة ولا أحد يتمكن من الخروج من مخبئه إلا بعد طول انتظار نظرا لخطر الانزلاق الذي يترصد الجميع ورغم ذلك هناك بعض السيارات لا تعبأ بشيء تواصل سيرها متحدية السيول الجارفة المتدفقة من الأحياء المجاورة المرتفعة إلى وسط المدينة العتيقة أمر محير فبعد الثورة تتواصل هذه المعاناة في منطقة يحيط بها البحر من ثلاث جهات فمهما كان التدخل لجهر مجاري المياه فهو يبقى منقوصا وغير كاف إذا ما لم يخصص له ما يلزم من الوسائل. وضعية طرحت أكثر من تساؤل وكانت حديث المواطنين في جرزونة ومنزل عبد الرحمان والأحياء العتيقة في بنزرت أين اقتحمت مياه الأمطار التي لفظتها مجاري المياه المغلقة بالأتربة منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية. لماذا تتكرر نفس المشاهد سنويا وتقف الإدارة عاجزة عن مقاومة أمطار الخريف رغم الجلسات التحضيرية والاستعدادات المسبقة . فهل بقيت الآليات المعتمدة قبل 14 جانفي على حالها؟