فقدت الساحة السياسيّة أول أمس رمزا من رموز اليسار التونسي، وهو المرحوم محمّد حرمل بعد عقود من العمل السياسي والنضالي في صفوف الحزب الشيوعي ولاحقا حركة «التجديد». «الشروق» استطلعت آراء البعض ممّن عايشوه عن كثب. محمّد حرمل (1929 2011): سيرة ذاتية تونس (الشروق): ولد محمّد حرمل في تونس سنة 1929 ، درس في المعهد الصادقي وتربّص بمدرسة المعلمين واشتغل بالتدريس في أرياف باجة وعدد من جهات الجمهورية خلال الفترة من 1951 إلى 1956، وانخرط في العمل السياسي مبكّرا منذ سنة 1947 ضمن صفوف الحزب الشيوعي التونسي وتمّ توقيفه من قبل المستعمر الفرنسي للمرّة الأولى في سبتمبر 1949 خلال مسيرة نظمتها اللجنة التونسيّة للحريّة والسلام. تولّى الفقيد عضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التونسي سنة (1951) ثم في المكتب السياسي والسكرتيارية (1956) ثم انتخب أمينا عاما أثناء المؤتمر الثامن للحزب الذي انعقد في السرية سنة 1981. تم إيقافه بعد الاستقلال (سنة 1963) مع ثلة من قادة الحزب من أجل مواقف الحزب النضالية للدفاع عن الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وقد تميز نشاط محمد حرمل بإسهاماته الجريئة في تطوير الفكر التقدمي التونسي ونشر ثقافة التحالف بين القوى الديمقراطية التونسية فكان له دور متميز وحاسم في تأسيس حركة التجديد سنة 1993 كما ساهم مساهمة أساسية في الإعداد لمؤتمرها الثاني مؤتمر المسار التوحيدي سنة 2007، حيث انتخب بالإجماع رئيسا شرفيا للحركة. رحم الله الفقيد ورزق أهله جميل الصبر والسلوان ، و«إنّا لله وإنّا إليه راجعون». حركة «التجديد» تنعى المناضل الوطني والتقدمي الكبير محمد حرمل أصدرت حركة التجديد نص نعي للمناضل المرحوم محمّد حرمل، هذا نص النعي: بعميق الحزن وعظيم الأسى، ينعى مناضلو حركة التجديد الرئيس الشرفي للحركة وأمينها العام السابق، المناضل الوطني والتقدمي الكبير محمد حرمل الذي فارقنا يوم الأحد 18 سبتمبر الجاري. لقد انخرط محمد حرمل منذ شبابه في النضال السياسي في صفوف الحزب الشيوعي التونسي كعضو في لجنته المركزية (1951) ثم في المكتب السياسي والسكرتيارية (1956) ثم انتخب أمينا عاما أثناء المؤتمر الثامن للحزب الذي انعقد في السرية سنة 1981. وقد قاده نضاله ضد الاستعمار إلى عديد الاعتقالات في سجون ومحتشدات مختلفة، كما تم إيقافه بعد الاستقلال مع ثلة من قادة الحزب، سنة 1963 من أجل مواقف الحزب النضالية للدفاع عن الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وقد تميز نشاط محمد حرمل بإسهاماته الجريئة في تطوير الفكر التقدمي التونسي ونشر ثقافة التحالف بين القوى الديمقراطية التونسية فكان له دور متميز وحاسم في تأسيس حركة التجديد سنة 1993 كما ساهم مساهمة أساسية في الإعداد لمؤتمرها الثاني مؤتمر المسار التوحيدي سنة 2007، حيث انتخب بالإجماع رئيسا شرفيا للحركة. رحل محمد حرمل تاركا حسرة كبيرة في نفوس كل من عرفوه مناضلا متفانيا في خدمة الوطن والشعب عمل على تجديد الفكر الديمقراطي التقدمي وتأصيله في البيئة التونسية وتطويره بما يتلاءم مع مقتضيات العصر. وبهذه المناسبة الأليمة تتوجه حركة التجديد بأصدق عبارات التعزية والمواساة إلى أرملته السيدة جميلة بن عثمان ونجله الدكتور علي حرمل وابنتيه ليليا وفاطمة وكافة أسرته وجموع المناضلين الوطنيين والتقدميين في بلادنا. وإننا على يقين بأن بصماته ستبقى كعناوين بارزة في مسيرة اليسار التونسي وفي تاريخ تونس بصفة عامة. محمد مواعدة: أحد خيرة المناضلين التقدّميين العرب الفقيد محمد حرمل هو مناضل وطني وتقدمي من الطراز الرفيع وله دور كبير في تطوير الفكر الماركسي الاشتراكي والمدة التي قضيناها معا كانت خلالها علاقتنا طيبة جدا. والفقيد صاحب ثقافة واسعة واعتبره من خيرة المناضلين التقدميين العرب وهو يحتل مكانة هامة لا في تونس فقط وإنّما على الساحة العربية عموما، حيث يكن له الجميع الاحترام. أحمد ابراهيم: كان مجدّد الفكر الديمقراطي التقدّمي الراحل محمد حرمل هو مناضل وطني تقدمي كبير، خلف حسرة كبيرة في نفوس كل الذين عرفوه، فقد كان متفانيا في خدمة الوطن والشعب ومثالا للروح الوطنية والالتزام بقضايا العمال والفئات الشعبية. ولعب الفقيد دورا أساسيا في تجديد الفكر التقدّمي وفي تأصيل الفكر اليساري التونسي والربط الوثيق بين التحرّر الوطني والتحرّر الاجتماعي. كان دائما منفتحا على كل الاضافات الفكرية التحرّرية التونسية والعالمية وحريصا على وحدة القوى الديمقراطية والتقدمية، وساهم من هذا المنطلق مساهمة فعّالة في نشر ثقافة التحالف الواسع بين كل القوى الديمقراطية والتقدمية، وقد كان المؤسس الأبرز لحركة التجديد على قواعد تعتمد التنوع والوحدة، وعمل طوال حياته على ربط نضال اليسار التونسي بالتوجه الوطني وكان مثالا في التضحية والتفاني، حيث عرف السجون وتعرض للقمع قبل الاستقلال وبعده ووضع دائما مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. عادل الشاوش: رجل استثنائي... لا أبالغ إذا قلت ان الفقيد محمد حرمل رجل استثنائي، فهو جريء، شجاع، ذكي ويتأقلم مع الواقع. فحرمل كان زعيم الحزب الشيوعي وفي عام 1980 قبل إعلان رفع الحظر عن الحزب ساهم مساهمة فعّالة في المؤتمر الثامن الذي وضع الحزب في قلب الحراك الديمقراطي وأصّل الحزب في التربة التونسية. وقد كان لحرمل دور عظيم آخر وهو تأسيس حركة التجديد، حيث فهم (في سنّه ذاك) التحولات الوطنية والدولية وآمن بضرورة بناء حركة معاصرة وحديثة تكون بديلا عن الحزب الشيوعي. ولا ننسى أنه مناضل وطني وتقدّمي وكان يقود المسيرات منذ ان كان تلميذا في الصادقية وعرف السجن (1963، في منع الحزب) وعرف المنافي (قرابة عشر سنوات) وهو مناضل صلب وعنيد وكانت له اجتهادات فكرية مشهود له بها. وقد عرفناه في الحركة كصديق وأخ وأب ونعتبر فقدانه مصابا جللا. البشير الصيد: محاور بارع... ووطني غيور أنا شخصيا أحترمه كثيرا، فهو سياسي محنّك يمتاز بالموضوعية والنزاهة، هو محاور بارع ووطني غيور يتميز بدماثة الأخلاق، حيث كانت مواقفه دائما أقرب الى الموضوعية، لا ينال من أحد ولا يمسّ من شخصية أيّ كان، يحترم آراء الغير مهما كانت. رحمه اللّه، وأعتقد أن الساحة السياسية الوطنية فقدت رجلا مناضلا شريفا تقدميا ووطنيا.