توفي أمس المناضل النقابي والسياسي الكبير محمد النافع الامين العام للحزب الشيوعي التونسي ما بين موفى الاربعينات وحتى 1981 عندما اسندت الامانة العامة للسيد محمد حرمل القيادي في الحزب منذ الخمسينات. محمد النافع من مواليد أوت 1917 بجندوبة وقد بدأ مسيرته النقابية والسياسية على غرار مجموعة من النشطاء النقابيين والسياسيين اليساريين في النقابات والاحزاب التي تعطي الاولوية للاصلاح الاجتماعي والسياسي.. قبل أن يتبنى مع رفاقه في قيادة الحزب الشيوعي (الذي كان بزعامة المناضل الراحل علي جراد) المطالب الوطنية ..التي أجمعت عليها الاطراف السياسية بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد مؤتمر ليلة القدر عام 1946 بمبادرة من زعماء الحزب الدستوري ومشاركة رموز كل التيارات السياسية والنقابية والحركة الزيتونية بزعامة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور والحركة النقابية الوطنية الناشئة بزعامة الشهيد فرحات حشاد. مناضل مخضرم محمد النافع مناضل مخضرم على أكثر من مستوى لانه شارك نضالات اجيال من النقابيين قبل تاسيس الاتحاد العام التونسي للشغل وبعده.. وفي نضالات اليسار التونسي قبل تبنيه رسميا مطلب الاستقلال وبعد ذلك ..ثم قاد الحزب بعد اقالة رفاقه للامين العام علي جراد في موفى الاربعينات بعد خلاف داخلهم حول الموقف من القرار الاممي الخاص بتقسيم فلسطين حيث كان الفقيد من بين مناصري التمسك بالقرار الاممي الذي اعترفت به موسكو والاحزاب الشيوعية العالمية مبكرا. وتابع محمد نافع مسيرته كمناضل مخضرم على راس الحزب اثناء الكفاح ضد الاحتلال الفرنسي في الخمسينات ثم بعد الاستقلال في مرحلتي الاعتراف بالحزب ثم بعد حضره رسميا مطلع الستينات بتعلة اكتشاف "مؤامرة "مجموعة الازهر الشرايطي الانقلابية.. وتبني الحزب الدستوري آنذاك لسياسة دمجت رسميا بين اجهزة الدولة والحزب وطنيا وجهويا ومحليا. في مرحلة السرية محمد النافع الذي درس في الجزائر الشقيقة اللغات الاجنبية وخاصة اللاتينية واليونانية أشرف على الحزب الشيوعي في مرحلة السرية حتى مطلع الثمانينات ..قبيل رفع الحظر رسميا عن الحزب يوم 18 جويلية 1981.. ثم واصل باريحية النشاط في قيادة نفس الحزب بعد تكليف السيد محمد حرمل بالامانة العامة.. وشارك في التغييرات التي شملت توجهات الحزب مطلع التسعينات عندما أعاد مؤتمر 1993 النظر في بعض مرجعيات الحزب وتوجهاته وأسس حركة التجديد.. مواكبة للتحولات الدولية فكريا وسياسيا بعد سقوط جدار برلين وتفكك المعسكرالشرقي وبروز البروسترويكا بزعامة غورباتشيف. ولئن تدهورت صحة الفقيد في الاعوام الماضية فقد ظل على اتصال بالمناضلين الديمقراطيين وبرفاق الامس من كل الأجيال: من جورج عدة وعبد الحمديد بن مصطفى الى الجيل الجديد من قيادة حزب التجديد. الامين الاول للحزب أحمد ابراهيم الذي عرف طويلا محمد نافع صرح امس للصباح قائلا: "لئن ننعى المناضل الكبيرمحمد نافع فاننا ننعى بالخصوص فقيدا عزيزا عرف بتواضعه الكبير وكرم أخلاقه وحبه لوطنه وإخلاصه لقضايا شعبه ولقضايا العمال".