لا يبدو نشطاء الموقع الاجتماعي معنيين كثيرا بمنع الإشهار السياسي أو ب«تهديدات» الهيئة العليا للانتخابات بمعاقبة من يخالفون قوانين الإشهار السياسي، بل إن الحملات السياسية تشتعل على أشدها في الموقع في ظل تواتر الأخبار عن شراء عدة صفحات شعبية أو بعض الناشطين من ذوي الصداقات الكثيرة. وما يزال الكثير من المغرمين بتتبع آخر الأحداث على الموقع يواجهون كل صباح قائمة من المقالات التي تبدأ بعبارات: «من أجل مساندة قائمة...»، أو «ضد قائمة... التي تمثل بقايا التجمع المنحل». غير أن الظاهرة الأبرز تتمثل في الإشهار لأسماء وشخصيات معروفة قدمت ترشحها للانتخابات وليس بالضرورة لأحزاب. كما تظهر حملات منظمة لنقد شخصيات معروفة وأغلب هذه الحملات يتجاوز النقد إلى الذم والقدح والسخرية ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة في عشرات المقالات والعديد من الصفحات الساخرة من ترشح بعض نجوم الرياضة للمجلس التأسيسي، مثل تصريح منسوب لشخصية معروفة في مجال الرياضة تم تداوله على الموقع بتندر كبير وجاء فيه أن «الثورة بدأت يوم مقابلة الترجي وحمام الأنف». وفي العديد من الحملات سواء المنتقدة أو المادحة لهؤلاء، يمكن أن نتبين بسهولة أن وراءها «فرق تدخل فايسبوكية منظمة» كما كتب أحد الزملاء محذرا، خصوصا في ظل تواتر الأخبار عن تحركات لرجال أعمال معروفين لشراء صفحات ذات شعبية كبيرة أو استدراج ناشطين معروفين بكثرة صداقتهم لاستغلال شهرتهم في إيصال ما يريدون من أخبار سياسية إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، كما اشتكى بعض الناشطين في الموقع من أن أشخاصا ذوي خبرة في الإعلامية يقرصنون صفحاتهم ليضعوا فيها إشهارا سياسيا لأحزاب أو أشخاص معروفين. وقد كتب زميل في المهجر أنه اضطر لمحو عدد كبير من صداقاته حين اكتشف أنها أسماء وهمية لناشطين مدفوعي الأجر لبث الإشهار السياسي في صفحته. «إنه ضرب تحت الحزام»، كما كتبت ناشطة حقوقية وهي تشكو من نقص معرفتها بالإعلامية بما جعلها ضحية لمثل هذا الإشهار فجعلت تطلب المساعدة في إيقاف التيار المزعج. لكن ذلك يكون في النهاية أحد مظاهر طرافة الموقع الاجتماعي وجاذبيته التي تخرج عن نطاق أية مراقبة قانونية. تستمر الحملة الدائمة على رموز التجمع أيا كان شكل عودتهم إلى الفضاء العام، وتستمر المعارك وتبادل التهم بين النهضة وأعدائها، وضد عدد هام من الشخصيات السياسية التي أصبحت تمثل منبعا يوميا لا ينضب للنقد والفكاهة. توضيح علّق السيد كمال اللّطيّف على التسجيل المزعوم له والذي تمّ نشره على ال«فايس بوك» بأنه مجرّد «فبركة» سخيفة الغرض منها دقّ إسفين بينه وبين جهة صفاقس التي تربطه بها مصاهرة وعلاقات أكثر من ودية، موضّحا أن العمل السياسي في تونس عليه أن يكون أرفع من هذا المستوى.