مرة أخرى ينزلق السيد الباجي قايد السبسي.. ويسقط... ومرة أخرى ينهض ويستوي على ساقيه... أو على لسانه... ويواصل. في كل مرة يسلم سي الباجي. خصومه يرقبون «ويرشمون»: انزلاق أول ثان ثالث... القائمة بدأت تطول، لكن أنصاره وهم الأكثر والأغلب لا يكترثون بما يدّعيه الخصوم حول تداعي سي الباجي... للسقوط، بل ويستبشرون بكل حادث مذكرين بالمثل القائل إنّ كل انزلاق لا يقتلك فهو يقويك. ولكن ما سرّ قدرة سي الباجي هذه على الوقوف كل مرة؟ تمرين سابق يجيب البعض ممن يعرفون الرجل ويذكرون أنه «طائح من السلوم». إصرار وعزيمة يؤكد البعض الآخر الذين لم ينسوا أن في عروق الوزير الأول تجري دماء المحاربين الأتراك. أما سي الباجي نفسه فيرجع أصل قدرته على تجاوز الانزلاقات والزلات الى طينته العتيقة: «فخّار بكري»، يقول سي الباجي ونقول نحن «مازالت البركة».