تزداد هوّة الانقسام السياسي صلب المجلس الانتقالي الليبي اتّساعا كل يوم حيث طغت صراعات وتهديدات علانية بين الشقّ الاسلامي والليبرالي فيما تتحدث المصادر العسكرية عن وجود العقيد معمر القذافي بقرية حدودية مع الجزائر تحت حماية «الطوارق». وجّه عبد الحكيم بلحاج قائد المجلس العسكري الليبي أمس تحذيرا شديد اللهجة للقادة العلمانيين في البلاد من محاولات تهميش الاسلاميين. تهديد واضح وفي تصريح قريب للتهديد قال بلحاج ان الجماعات الاسلامية في ليبيا لن تسمح للساسة العلمانيين باستبعادهم أو تهميشهم في معركة حامية الوطيس على السلطة. وأضاف، في مقال لصحيفة «الغارديان» ان قصر النظر السياسي لدى هؤلاء الذين يحاولون استبعادنا يجعلهم غير قادرين على رؤية المخاطر الضخمة جرّاء هذا الاستبعاد أو خطورة ردّة فعل الأطراف التي يتمّ تهميشها. ودعا الى مقاومة كل محاولات الساسة الليبيين استبعاد أي أحد ممّن شاركوا في الثورة. وأضاف «بعدما عانيناه في ظلّ حكم العقيد فنحن مصمّمون على عدم السماح لأيّ فرد أو كيان يسعى الى احتكار إدارة البلاد خشية ولادة دكتاتورية جديدة. وقال عبد الله أحمد ناكر الزنتاني ان من حق «الثوار» الحصول على نصف مقاعد أول حكومة انتقالية يشكلها الثوار عقب الاطاحة بالعقيد القذافي. وفي تعليقه على تصريحات عبد الجليل بأن النضال ضد القذافي ليس معيارا لدخول الحكومة قال الزنتاني ليس صحيحا ان المقاتلين لا يفهمون في السياسة وانهم رجال حرب فقط، هذه فكرة خاطئة تماما لدينا كوادر سياسية وحتى علمية وأكاديمية مخضرمة على أعلى مستوى يجب أن نكون في الحكومة ويجب أن نحصل على خمسين في المائة من مقاعدها الوزارية. جبهات قتال مشتعلة وغير بعيد عن النبرة السياسية المشتعلة بين «الاخوة الأعداء» لا تزال جبهات القتال في ليبيا بين قوات الانتقالي وكتائب العقيد مستنفرة ولا يزال الدم الليبي يراق على عتبات «المقاومة» أو «التحرير». فقد قُتل أكثر من 10 من عناصر «الانتقالي» الليلة قبل الماضية بمعارك عنيفة مع قوات القذافي في مدينة «سرت». وأفاد أحد القادة الميدانيين أن «الثوار» و«الكتائب» خاضوا حرب شوارع وتبادل إطلاق النار على مسافة قريبة مستخدمين بنادق «الكلاشينكوف» والقنابل اليدوية. كما قتل قائد الثوار على الجبهة الشمالية ل«بني وليد» ضوْ الصالحين الجدك إثر إصابة سيارته بصاروخ حراري. وأوردت مصادر إعلامية مطلعة ان الجدك لقي مصرعه خلال توجهه الى موقع المعارك في بني وليد. أين القذافي ؟ وعلى صعيد آخر، أعرب مسؤول عسكري ليبي عن اعتقاده بأن العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي موجود بالقرب من بلدة «غدامس» الواقعة غرب ليبيا على الحدود مع الجزائر مدعوما بالحماية من «الطوارق». وأشار هشام أبو حجر في حديث لوكالة «رويترز» الى أن الطوارق لا يزالون يؤيدون القذافي مؤكدا ان الأخير كان في بلدة «سمنو» الجنوبية منذ أسبوع قبل انتقاله الى غدامس. وأردف ان سيف الاسلام نجل القذافي موجود في بني وليد ونجله الآخر المعتصم في سرت. وأكد أن كليهما يفكران في مغادرة البلاد وربما الى النيجر.