حذّر رئيس وزراء المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل من أن المعركة في ليبيا لم تنته بعد، منبها الى خطورة الانقسامات داخل المجلس، فيما اشتعلت جبهة القتال بين الكتائب والثوار في «سرت» أدّت الى مقتل 12 عنصرا من «الانتقالي العسكري». وقال جبريل إن التحدي الأكبر الذي يواجه ليبيا لا يزال أمامنا منبها الى خطورة «ألاعيب سياسية» تحاك هنا وهناك. وأضاف : ما حققه الليبيون غير مسبوق في التاريخ الحديث، الا ان التحديات الكبرى لم تبدأ بعد مشيرا الى أن أنصار العقيد مازالوا يسطرون على بعض المدن. وأكد أن تحرير ليبيا لم يكتمل بعد طالما أنه لم يتم القبض بعد على القذافي أو تصفيته. كما لوّح جبريل بالاستقالة في حال اندلاع اقتتال داخلي بين الثوار. انشقاقات واختلافات ويكشف هذا الملمح الأخير من خطاب جبريل عن اختلافات كبرى وعميقة بين الثوار ذاتهم ويميط اللثام عن انشقاقات قد تعصف بالمجلس الانتقالي. إذ تبيّن التقارير الواردة من أرض الثورة الليبية ان فرنسا وبريطانيا وقطر باتت حاليا تؤيد معسكرات متنافسة. وقال موسى يونس أحد المتحدثين باسم كتيبة من «بلدة جادو» غرب البلاد إن الوضع حساس... وكل ما يحدث في الوقت الحالي هو استعراض للقوة.. أشعر بالأسف لذلك. وأشار مسؤول عسكري في الانتقالي الى ان الكل يحاول الحصول على قطعة من الكعكة.. الفرنسيون والقطريون والبريطانيون.. يقدمون دعما ماليا وعسكريا واستخباراتيا. وأضاف أن قطر تقدم الدعم بالمال والسلاح لعبد الحكيم بلحاج ولإسماعيل الصلابي وكلاهما زعيمان اسلاميان فيما توفر باريس المساندة الى مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل. وهو يكشف عن طبيعة الصراع «العلماني الاسلامي» صلب الانتقالي. 12 قتيلا من الثوار في هذه الأثناء لقي 12 مقاتلا من عناصر المجلس الانتقالي مصرعهم خلال اشتباكات دامية مع الكتائب قرب سرت، قالت مصادر اعلامية ميدانية إن مقاتلين «ثوار» أصيبوا خلال المعارك التي دارت في منطقة «الوادي الأحمر»، مشيرة الى ان كتائب القذافي لا تزال متحصنة بتلك المنطقة. ومن المنتظر ان يبدأ عناصر الانتقالي هجوما كاسحا على «بني وليد» صباح اليوم السبت بعد انقضاء مهلة استسلام المدينة وتسليم السلاح للثوار. ولا تزال ثلاثة معاقل رئيسية تابعة للنظام السابق وهي سرت وسبها وبني وليد. وأفادت مصادر اعلامية قرب سرت بأن جنودا موالين للعقيد القذافي شنوا مساء أمس هجوما مضادا في «الوادي الأحمر» الذي يبعد 60 كيلومترا عن «سرت». وشنّ المقاتلون صواريخ وقذائف «هاون» على الطريق الرئيسي وفي الصحراء المجاورة. وبدأ الهجوم المضاد مع وصول قافلة تضم عشر آليات للكتائب على طول خط الجبهة. كما تشهد جبهة «بني وليد» استنفارا وتعبئة كبيرة من الثوار استعدادا لدخولها اليوم السبت.