على بعد أيام قليلة من انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بدأ الشركاء الاستراتيجيون لتونس يتحرّكون. فالسيدة كاترين أشتون الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية حلّت بتونس مصرحة بأن أنظار العالم كلّه مشدودة الآن الى تونس المنشغلة بتصميم مستقبلها ومؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سوف يساندها ويحشد لها الدعم. وتأتي زيارة هذه المسؤولة الكبيرة الى بلادنا في إطار جولة من المحادثات بين تونس والاتحاد الأوروبي الذي يعدّ الشريك الاقتصادي الاول. أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد وجّه رئيسها باراك أوباما دعوة الى رئيس الحكومة التونسية الباجي قائد السبسي قصد القيام بزيارة عمل الى العاصمة واشنطن وذلك من 3 الى 7 أكتوبر المقبل وقد ذكر الناطق الرسمي باسم البيت الابيض أن الرئيس الأمريكي يأمل من خلال محادثاته مع الباجي قائد السبسي في التباحث بخصوص دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية الثابت لمسار الانتقال التاريخي نحو الديمقراطية. مضيفا أن الرئيس الأمريكي سيتطرق مع ضيفه الى عدد من المواضيع الثنائية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها الملف الليبي ومعرّجا على العلاقات الاقتصادية وضرورة تطويرها بين تونس وأمريكا. لهذه الحركية بطبيعة الحال دلالات سياسية عميقة أولها أن هذين الشريكين الهامين يسعيان الى أن تجتاز تونس انتخاباتها القادمة بسلام حتى تمر بعدها الى عملية بناء حقيقية وفي ظل شرعية تمكّنها من تجاوز معوقات الأوضاع المؤقتة فيها تلك التي إما ألغت أو أجّلت عناصر عديدة للعمل الكبير الذي يجب أن تقدم عليه تونس في المرحلة المقبلة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وطريق ذلك كلّه مكررا إنجاح الانتخابات القادمة واستقرار المشهد السياسي في مدار شرعيته القانونية وتمثيليته الحقيقية.