يعيش قطاع التكوين المهني مجموعة من التحديات المتعلقة بمدى قدرته على تشغيل خريجيه اضافة الى ضرورة ملاءمة اختصاصاته مع حاجيات سوق الشغل... كما يعاني هذا القطاع من «عقلية» مازالت تنظر للتكوين المهني «نظرة دونية»... اختتمت مؤخرا بالمركز القطاعي للتكوين في الالكترونيك بالدندان ندوة حول دور التوجيه والاعلام في الترفيع من التشغيلية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني.وذكرت مصادرنا من الوكالة ان هذه التظاهرة تندرج ضمن تظاهرة شهر التشغيل وفي محاولة لمقاربة المناهج في مجال التوجيه المهني والعمل على تبادل الخبرات في المجال اضافة الى تنظيم تربصات لفائدة الاطار البيداغوجي المشرف على مراكز التكوين بتونس وبريطانيا. تخرج.. وتشغيلية ناقشت مداخلات الأمس سواء من الخبراء أو أصحاب المؤسسات أو ممثلة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة السيدة رفيقة باشا، أو من ممثلي المركز الثقافي البريطاني مجموعة من الاشكاليات المتعلقة بأهمية التحسيس والتوجيه في رسكلة وارسال المتكون نحو الشعبة التي تتناسب مع حاجيات المؤسسة وسوق الشغل... وتتلاءم في الوقت نفسه مع الاستعدادات والمكتسبات والمهارات العامة أو في الدراسة لطالبي التكوين. ويعتبر قطاع التكوين المهني من القطاعات المشغلة، ومن السبل التي ينتهجها الكثير من الطلبة والتلاميذ بغية الحصول على المهارات اللازمة والحصول على شهادة في اختصاص تطلبه المؤسسات وسوق الشغل. أرقام وآفاق يحتضن قطاع التكوين المهني من سنة الى أخرى أعدادا متزايدة من المتكونين... وعرفت سنة 2010 وحدها تكوين أكثر من 113 ألف متكون بمختلف المراكز والقطاعات... كما عرفت تخرج أكثر من 36 ألف خريج من مراكز التكوين المهني... وشهدت هذه السنة التكوينية اقبالا من طالبي التكوين المهني. وتقول مصادر مطلعة من الوكالة ان الاقبال المتواصل يفسر بقدرة التكوين على دمج الخريجين في سوق الشغل، حيث تقول الارقام ان حوالي 70% من الخريجين يندمجون بسرعة في سوق الشغل... لكن الاشكال يتمثل في مناقشة هذه النسبة التي أفرزها النظام السابق... وتعمل الوكالة التونسية للتكوين المهني على معرفة التشغيلية حسب الاختصاصات والقطاعات... حيث تصل نسبة التشغيلية في بعض القطاعات الى 110% في حين تتدنى تشغيلية اختصاصات أخرى... لذلك تسعى الوكالة الى دراسة حاجيات التكوين والتشغيل حسب الاختصاصات بكل ولاية... والطريف هو أن هناك اختصاصات كثيرة تعرف اقبالا مع فائض تشغيلي في حين ان هناك اختصاصات أخرى لا تجد اقبالا رغم أنها مطلوبة في من أرباب المؤسسات وفي سوق الشغل. التشغيل بالخارج وتعرضت ندوة «سور التوجيه والاعلام في الترفيع من التشغيلية» أمس الى أهمية الشهادة التونسية في التكوين المهني، فهي شهادة معترف بها دوليا... وقد وقعت تونس اتفاقيات عديدة يتمكن بموجبها الخريج التونسي من العمل بمؤسسات بالخارج. ونجد من بين الاختصاصات المطلوبة وذات القدرة التشغيلية لاسيما بفرنسا اختصاص البناء واللحام والآلتية... كما يتوجه الأوائل في اختصاصات متعددة للعمل ومواصلة تكوينهم بدول أوروبية. من جهة أخرى، سيفتح التعاون مع بريطانيا والذي انتظمت بموجبه أمس الندوة آفاقا في تبني التجربة البريطانية في التكوين ومزيد اكتساب الخبرات من هذا البلد... وبالتالي فتح آفاق التعاون والانتدابات ودخول خريجينا الى هذه السوق. كما يندرج هذا اللقاء ضمن تحسين تشغيلية خريجينا من خلال اكتسابهم للمهارات اللازمة وتعلم الانقليزية التي تعتبر مفتاحا اضافيا لاقتحام سوق الشغل بالخارج. اشكاليات وتحديات تطرقت مداخلة السيدة سميرة حشاد مديرة الاعلام والاتصال بالوكالة التونسية للتكوين المهني الى سبل دعم التشغيلية، ورفعها... كما تطرقت الى سبل دعم التعاون الثنائي مع بريطانيا ودعم الجودة والتكوين في الانقليزية. وقالت في حديث ل«الشروق»: «إن هذا البرنامج سيثمن دور التوجيه المهني في دعم التشغيلية». والتقى مجموعة من الخبراء والاطارات وممثلون من قطاع التكوين المهني من تونس وبريطانيا واسبانيا في محاولة لاستعراض التجارب والاشكالات وجرد المصاعب ومحاولة تجاوزها والتأسيس لغد أفضل. وتحدثت السيدة سميرة حشاد ل«الشروق» عن أهمية الاحاطة بالشاب الباحث عن تكوين وضرورة تكوين بالمهارات الأساسية في اختصاصه مع اعتماد التكنولوجيات الحديثة... وأضافت ان التوجيه الصحيح يرتبط بحسن عملية الاعلام والاتصال وأنه سيتم وضع استراتيجية اتصال لتسهيل مسؤولية التوجيه. وفسرت أن بعض الشبان يطلبون ادماجهم في اختصاصات معينة في حين انهم لا يتمتعون بالمهارات اللازمة والضرورية للتخصص في المجال المطلوب، وأن استعداداته الذهنية والبدنية غير مناسبة كما تطرقت السيدة سميرة حشاد الى أهمية الشراكة مع المهنيين في التكوين المهني قصد الوقوف على مدى ملاءمة الاختصاصات الموجودة مع سوق الشغل. وأشارت الى وجود المهنيين في أغلب مجالس المؤسسات التكوينية. كما أشارت الى مجموعة من الاشكاليات منها اشكال الاتصالات وصحة مرور المعلومة... اضافة الى موضوع العقلية التي تحولت الى عقلية لا تؤمن بالعمل حقيقة، وعقلية تنظر نظرة دونية الى التكوين المهني... وتقيمه حسب الأجرة والمردودية.