لم أفهم كل هذه الضجّة التي سبّبها ترشّح بعض الرياضيين لانتخابات المجلس التأسيسي، إنها ضجّة باطلة لأن الكوارجيّة توانسة مثلي ومثلكم ومثل بقية كل الطامحين الى مقاعد التأسيسي، ثم هي ضجّة مفتعلة من نوع خرافة أمي سيسي التي يأتينا بها كل مرّة بعض المتمنطقين بفريضة الاختصاص رافعين ذلك الشعار «الرجل المناسب في المكان المناسب» وهو شعار جائر بليد أكل على قلوبنا وشرب وأصبح سلاحا فتّاكا للاقصاء والاستبعاد. فباسم الاختصاص صارت النخبة القليلة تقول للعامة الكثيرة ليس لكم الحق في التعبير لأنه ليس لكم مؤهلات علمية، ويقول الفلاحون للمستهلكين لا شأن لكم بالفلاحة لأنكم لا تملكون أراض سقوية ويقول الأطباء لمرضاهم لا تهتمو بصحتكم لأنها من صلاحيتنا، ويقول السياسيون وهانا جيناها لمَسُوسيهم إياكم والاشتغال بالسياسة فهي لنا حصرا وقصرا... طبعا لست فقط أخالف رأي المعترضين على ترشّح الرياضيين بل إني أرى في امكانية فوزهم فائدة كبيرة للمجلس ولأعضائه الذين سيكون أغلبهم من المبتدئين «البّاجدة» في فن السياسة مما سيجعلهم عرضة للتعثر والانزلاق والسقوط... هُنالك ستبرز قيمة هؤلاء الكوارجية مسيّرين كانوا أو مدربين أو «جوّارات» (جمع جوّارة) لتلقين فنيّات المراوغة والتمويه، والمحاصرة، وإضاعة الوقت، وتهييج الجماهير... والضّرب بالرأس إذا اقتضى الأمر وأظنّه سيقتضي. إن كرة القدم صارت اليوم فنّا ساميا يستلهم منه كبار السياسيين في العالم. ومن هؤلاء الوزير الاول الروسي فلادمير بوتين الذي أعلن ترشحه للرئاسة ليخلف في هذا المنصب الرئيس الحالي مدفيديف الذي كان الوزير الاول لما كان بوتين رئيسا والذي سيصبح وزيرا أول لما يصبح بوتين رئيسا؟ هل فهمتم شيئا؟ إذا أردتم الفهم فعودوا الى قواعد كرة القدم والى تلك القاعدة المسماة «خوذ وهات» أو بلغة الكوارجية عندنا أون دو أون دو... قووووول!