الدوحة: الشروق فيصل البعطوط: تغير الخطاب السياسي لرئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي وهو يتحدث للمرة الاولى بايجايبة للزمن عن اتفاقية اوسلو.. و يمتدح مبادرة ياسر عبد ربه في وثيقة جينيف.. كما يصرح بانه ليس هو الذي اختار الاقامة في تونس بعيدا عن اراضي السلطة.. ويقوم ابو اللطف حاليا بجولة بين بعض العواصم العربية اخذته من صنعاء الى الدوحة، حيث قال للشروق انه طلب مشاركة محامين قطريين في الجلسة التي ستعقدها محكمة العدل الدولية يوم 23 فيفري المقبل بشان الجدار العازل الذي اقامته اسرائيل وان السلطة الفلسطينية وجهت رسائل الى كل الدول العربية و الاسلامية للاشتراك في المرافعات التي ستتم امام محكمة العدل الدولية الشهر المقبل.. وشدد القدومي على اهمية صدور راي استشاري من محكمة لاهاي يدين اسرائيل مضيفا انه سوف يكون حجة بين ايدي المجتمع الدولي لاتخاذ الاجراءات المناسبة لردع اسرائيل .. وقال ايضا ان هذا الراي سيكون مدخلا مناسبا لعرض القضية امام مجلس الامن.. وكشف القدومي عن ان هناك محامين من اوروبا ومن امريكا اعلنوا استعدادهم للانخراط في هذه المرافعات.. وسيلتقي جميع هؤلاء في نهاية الشهر الجاري لتنسيق العمل القانوني قبل جلسة يوم 23 فيفري. و وصف ابو اللطف الجدار الذي تجد في بنائه اسرائيل بانه مثل جدار برلين .. و لن يدوم. ومن جهة اخرى قال المسؤول الفلسطيني ان جولته تستهدف معاضدة سوريا و لبنان لتنظيم مؤتمر دولي لتاكيد حق اللاجئين في العودة.. و قال ان هذا المؤتمر سيشهد مشاركة عربية و اسلامية واسعة الى جانب شخصيات عالمية مؤثرة.. وقال ان وزير خارجية لبنان قد بدأ جولة لنفس الغرض بعد تشكيل مجموعة عمل الاشرفية.. مضيفا انه كان من المفترض الاعلان عن مؤتمر اللاجئين خلال القمة الاسلامية في ماليزيا لكن تم الاتفاق على تاجيل الاعلان عنه.. و قال ان ذات المؤتمر سينعقد على قاعدة المبادئ العامة للامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان و القرار الاممي 199 والتي تؤكد جميعها حق الشعب الفلسطيني في العودة و في التعويض.. ونفى المتحدث ان «وثيقة جينيف» التي وقعها مؤخرا كل من ياسر عبد ربه قد تجاهلت حق العودة مثل ما يشاع واستشهد بقراءة فقرة من الوثيقة التي قال انها كانت اختبارا لمدى التقدم الذي تم احرازه بعد اوسلو.. ولم يستبعد القدومي اثارة كل الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية امام المحكمة الدولية قائلا « في لاهاي ستثار كل القضايا الخاصة بفلسطين و ليس فقط مسالة الجدار العنصري». كما كشف رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير ان «مبادرة جينيف كانت بامر من السلطة الفلسطينية دون اعلان ذلك»..و استشهد بما كان يفعله الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر عندما كان يلقي ببالونات الاختبار عن طريق الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل..مؤكدا ان وثيقة جينيف اكثر تطورا من اتفاقية اوسلو.. لكنه في الان نفسه رد على منتقدي اوسلو بانها حققت عودة القيادة والاف الكوادر بالاضافة الى عشرات الاف المسلحين الى الاراضي المحتلة.. و استطرد قائلا ان اتفاقية جينيف قد انتهت الى الابد..و ان الحركة الدولية التي تدور حولها الان فارغة ولن تؤدي الى اكثر من الدوران حول النفس.. لان بديلها هو خارطة الطريق التي اعترفت بها السلطة الفلسطينية رسميا.. ووصف ياسر عبد ربه بانه استشهادي من نوع اخر.. وقد قام بما قام به كنوع من الاستشهاد السياسي.. واطلق ابو اللطف نفس وصف الاختبار على مبادرة رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي احمد قريع بقيام دولة من قوميتين..مضيفا ان اسرائيل ارتعدت واهتزت للفكرة. وفي المقابل حافظ ابو اللطف على مساندته للانتفاضة الثانية ورد على تصريحات الرئيس الاسرائيلي بانها لم تحقق شيئا وأن كاتساف «لا يهش و لا ينش».. وان الانتفاضة حققت ما لم تستطع الجيوش العربية تحقيقه منذ خمسين عاما.. لكنه رفض مواجهة منتقديها مثل ابو مازن قائلا انه كان يقصد مركزية السلاح بين يدي السلطة و ليس ايقاف الانتفاضة.. كما التمس القدومي العذر لحكومة ابو مازن التي لم تجد السند المطلوب من امريكا التي لم تفعل له شيئا سوى ترتيب موعد مع الرئيس بوش بدون اي نتائج على الارض. واضاف ان اسرائيل بمساندة امريكية افرغت السلطة الفلسطينية من محتواها فتحولت الى مجرد رمز وجود على الارض بعد ان سلبوا منها كل شيء وحولها الى مجرد صندوق معاشات.. وقال ان ابو اللطف وأبو عمار هما الشخصيتان الوحيدتان اللتان يمكن وصفهما بالمرجعية التاريخية لمنظمة التحرير وذلك ردا على تصريحات العقيد دحلان الذي كان اعتبر ابو عمار وابو مازن لوحدهما المرجعيتين التاريخيتن في المنظمة.. و قال ان دحلان ينتمي الى الجيل الخامس عشر في الحركة الوطنية الفلسطينية.. وهو مثل غيره من شباب القيادة الفلسطينيية يغضبون ثم يرجعون الى احضاننا نحن الاكبر منهم .. لان المؤسسة الفلسطينية مؤسسة ابوية. وحول ما راج عن تمسكه بالبقاء في تونس و عدم رغبته في العودة قال ابو اللطف انه تقرر بقاء عدد من الدوائر في الخارج من بينها الدائرة السياسية ودائرة اللاجئين و القيادة العامة لجيش فلسطين.. وذلك حتى تكون رديفا للعمل التحريري لان احدا لم يكن واثقا من جدية الاسرائليين.. واضاف ان شارون لن يسمح له بالعودة الى الاراضي الفلسطينية وان هذا الاخير سيمسك به ويلقيه في السجن ان حاول العودة.