القنصل العام ببون ل «الشروق»: دعّمنا الهيئة الفرعية للانتخابات... ولا نتدخّل في عملها الى وقت قريب كانت أبواب القنصلية العامّة ببون وغيرها من المقرّات القنصلية مغلقة أمام الصحفيين والمهاجرين على حدّ السواء، لكن ثورة 14 جانفي فتحت مرحلة جديدة في العمل الديبلوماسي التونسي. سعادة القنصل العام ببون عبد الباقي دلاّلي من الوجوه الديبلوماسية التي مكّنتها الثورة من الحصول على مواقع متقدّمة في العمل الديبلوماسي بعد أن كانت هذه المواقع تمنح حسب مقاييس أخرى وغالبا من خارج وزارة الخارجية. وهذا الحوار يتحدّث عن الأنتخابات والجالية التونسيةبألمانيا. أي دور تلعبه مصالح البعثة الديبلوماسية التونسية في تأمين نجاح الانتخابات ؟ تستعدّ الجالية التونسية للحدث الانتخابي التاريخي المتمثّل في انتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي والمصالح القنصلية ومنها القنصلية العامّة ببون دورها لوجيستي فقط لأنّ العملية الانتخابية منوطة بعهد الهيئة المستقلّة للانتخابات الممثلّة بالهيئة الفرعية ببرلين ودورنا مساندة الهيئة خاصة ماديا فوّفرنا لها مكاتب الاقتراع وقمنا بتسجيل النّاخبين المقيمين في الدّائرة التي تغطّي أربع مقاطعات كبرى بألمانيا منها مقاطعة شمال الراين التي نحن موجودون فيها ومقاطعة «الهاس»التي توجد فيها أهمّ مدينة وهي فرنكفورت ومقاطعة الراين انتفالس ومقاطعة ألصار وهي مقاطعة صغيرة على حدود فرنسا وعملية التسجيل تمتّ في أفضل الظروف وهناك عدد لا بأس به من المسجّلين وتمكّنا لأوّل مرّة من الحصول على موافقة ببعث فروع للتصويت خارج مقرّات البعثة الديبلوماسية وهي لفتة من ألمانيا ومساندة لثورة تونس التي تحظى بإعجاب كبير في ألمانيا وهي الثورة التي أشعلت الشرارة الأولى للربيع العربي وتمكّنا من الحصول على مكاتب اقتراع في مدينة كولونيا وهي من أكبر المدن ومدينة دوسلدورف وفرنكفورت ومدينة دوريس هافن بالإضافة إلى مقرّ القنصلية العامّة ببون. وهذه سابقة تحسب لألمانيا الفيدرالية لأنّ القانون الألماني عادة لا يسمح للبعثات الأجنبية بإجراء عمليات اقتراع خارج المقرّات الرّسمية واعترافا بوهج الثورة التونسية وريادتها مكنّونا من هذه المكاتب. نحن نعيش اليوم فترة إشعاع تونسي في العالم وخاصة في ألمانيا التي تسعى الى مساندتنا ولم نجد منهم إلاّ التجاوب والمساندة. سعادة القنصل العام، أنت قديم جديد في السلك الديبلوماسي بألمانيا، ما هي أبرز مشاكل الجالية التونسية هنا ؟ الجالية التونسية من أكثر الجاليات اندماجا في ألمانيا وانضباطا لكن لا يعني هذا أنّها بلا مشاكل. هناك مشاكل متعلّقة بالعمل وبتعليم الأطفال من الجيل الثاني والثالث خاصة فالمهاجرون التونسيون قدموا الى ألمانيا في الستينات وكانوا محدودي التعليم وفي السنوات الأخيرة تضرّروا من البطالة أكثر من غيرهم ونسبة البطالة خصوصا في الجيل الأوّل مرتفعة نسبيا كما أن الجيل الأوّل يعاني من مشاكل الأطفال وخاصة في تعليم اللغة العربية إذ أنّ الدولة خصّصت مجموعة من المدرّسين لتعليم اللغة العربية وتاريخ تونس وحضارتها. هناك مشاكل لكن نعمل على حلّها وكل الأطراف تسهر على حلّ هذه العوائق والصعوبات. كانت هناك فضاءات الأسرة التّابعة للدولة لكنّها كانت موظّفة سياسيا في خدمة الحزب الحاكم سابقا، هناك من يطالب اليوم بتحويلها الى مراكز ثقافية كيف ترون هذا الاقتراح ؟ هذه الفكرة مطروحة، هناك جمعيات تونسية تأسّست حديثا مثل «كفاءات تونس»و»جسر»وجمعية «مساعدة تونس»وتضمّ عناصر شابة وكفاءات مهمّة من أطباء وأساتذة جامعيين وهذه الجمعيات انطلقت في نشاطها من أجل إشعاع تونس ومن بين الاقتراحات بعث مراكز ثقافية في الخارج. ومؤخّرا كان هناك وفد من تونس في ألمانيا بحث في إمكانية دعم الجمعيات ومساندتها ماديا وتمكينها من فضاءات. الفكرة في طريق التبلور لأنّ هذه الفضاءات ضرورية في تمتين الصّلة بين الجالية و الوطن الأم. رسميا كم يوجد من مهاجر تونسي مسجّل لديكم ؟ في التسجيل الرّسمي لدينا أكثر من 80 ألف مهاجر تونسي نصفهم موجود في الأربع مقاطعات التي ذكرتها التابعة للقنصلية العامة ببون كما يوجد مئات الطلبة الذين يدرسون في ألمانيا بمنح من تونس من المتفوّقين في البكالوريا ويحصلون على شهادات كبرى في الهندسة وغيرها من الاختصاصات. ...ونسبة رجوعهم الى تونس ؟ النسبة أقلّ من المأمول، السّوق الألمانية توفّر لهم ظروف عمل أفضل لكن حتّى وإن اختاروا العمل في ألمانيا فنحن نفتخر بهم لأنهم يعملون من أجل تونس وإشعاعها حتّى وإن لم يعودوا الى تونس، هناك تونسي حاز على جائزة الفلسفة في ألمانيا وهذا شرف لتونس.