تراجع الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح عن وعده بالتخلي عن السلطة خلال أيام، فيما أصيبت أول أمس عشرات المتظاهرات بمدينة تعز أثناء احتفالهن بفوز اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام. وكان علي عبد اللّه صالح أعلن يوم السبت الماضي أنه سيتخلى عن السلطة قريبا، لكنه لن يتنازل عنها للمعارضة بل لأياد أمينة.وفتحت تصريحاته أبواب التأويل والتخمين، فذهب البعض الى حدّ الاعتقاد بأن صالح قد يشكل مجلسا عسكريا ثم يسلمه السلطة على غرار ما حدث في مصر بعد تنحّي حسني مبارك.وعلى خلاف المتوقع، فاجأ مسؤولون حكوميون أمس وأول أمس الشعب اليمني بعزم صالح البقاء في السلطة الى أن يجد حلاّ للأزمة السياسية وفق ما تنصّ عليه المبادرة الخليجية.صالح باق في السلطةونفى أحمد الصوفي مستشار الرئيس اليمني أول أمس أن يكون علي عبد اللّه صالح تعهد بالتخلي عن السلطة، موضحا أنه (أي صالح) تعهد بإيجاد حلّ للأزمة السياسية وهذا لا يعني استعداده للتخلي عن السلطة.من جهته أوضح عبده الجندي نائب وزير الاعلام اليمني ان علي عبد اللّه صالح قال في كلمته يوم السبت الماضي «أنا أرفض السلطة.. وسأرفضها في الأيام الجاية (القادمة).. سأتخلى عنها».والتخلي عن السلطة يقول الجندي يتوقف عند التوصل الى اتفاق وهو ما لم يتم التوقيع عليه.وتنظر المعارضة الى وعود الرئيس اليمني التي يطلقها من حين الى آخر على أنها مجرد مناورة وإمعان في التضليل.ورأت مصادر من المعارضة أن صالح في خطابه الأخير الذي ألمح فيه الى التنحي عن السلطة، كان يحاول تفادي انتقاد مجلس الأمن الدولي لنظامه، فأوهم الجميع أنه عازم على التنحّي.مظاهرة مستمرةوبالتوازي مع التطورات السياسية، يستمر الحراك في الشارع اليمني، موزعا بين مظاهرات مؤيدة لصالح وأخرى مناهضة له تطالبه بالرحيل.وفي مدينة تعز جنوب صنعاء، أصيبت 40 امرأة من المشاركات في احتفالات فوز اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام.وقالت مصادر من المعارضة إن موالين للرئيس صالح هاجموا مساء أول أمس تظاهرة نسائية بالحجارة والزجاجات الفارغة، موقعين جرحى في صفوف المحتجّات.وفي سياق متصل أفادت مصادر يمنية بأن ثلاثة أشخاص أصيبوا فجر أمس في اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحين قبليين معارضين بمدينة تعز.وفي الوقت الذي يصرّ فيه علي عبد اللّه صالح على البقاء في السلطة، ويصرّ المعارضون له بالبقاء في الساحات العامة حتى رحيله، يستمر القتال بين الجيش اليمني وعناصر تنظيم القاعدة في مدينة زنجبار بمحافظة أبين جنوبي اليمن.وأفادت مصادر رسمية أمس بأن العشرات من تنظيم القاعدة قتلوا في مواجهات الليلة قبل الماضية، فيما أصيب 4 عسكريين من بينهم ضابط كبير.