تضاربت الأنباء الواردة من المجلس الانتقالي حول اعتقال المعتصم باللّه نجل العقيد الليبي، فيما أكدت مصادر ليبية رسمية تواجد القذافي ب«سرت» مرجّحة إلقاء القبض عليه قريبا. وأشار رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمس الى أنه لا صحة للأنباء التي تردّدت عن اعتقال المعتصم نجل العقيد الليبي معمر القذافي. لا تأكيد لاعتقال المعتصم ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن عبد الجليل قوله انه لا توجد الى حدّ اللحظة أية معلومة دقيقة وصحيحة عن إلقاء القبض على المعتصم واصفا إياه بالشخصية التي لا تهم المجلس الانتقالي كثيرا وأخذت أكثر من حقّها. وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد نسبت الي العقيد عبد اللّه ناكر رئيس المجلس الثوري في العاصمة طرابلس تأييده إلقاء القبض على المعتصم أثناء محاولته الهرب من بلدة «سرت» المحاصرة. وأضاف ناكر المعروف ب«الزنتاني» انه جرى نقل نجل العقيد القذافي حيث يخضع للتحقيق موضحا أنه اعتقل خلال محاولته الهروب بالسيارة مع احدى عائلات سرت. وأشار الى أنه رفض الافصاح عن هذه المعلومات الى حين وصول المعتصم الى بنغازي وذلك خشية انتقام أحد أفراد أسرته أو قبيلته. كما أفاد مسؤول ثان في «الانتقالي» ان ابن العقيد قد حلق شعره في محاولة منه للتمويه. القذافي ب«سرت» في هذه الأثناء قال قيادي من الثوار الليبيين المدعومين أطلسيا على جبهة سرت ان بعض الأسرى المعتقلين أكدوا وجود القذافي بسرت. وأضاف أن الانتقالي في طور تحديد مكان اختفاء العقيد. وتتوافق هذه التسريبات الاعلامية مع ما صرح به رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل بأن المجلس سيعلن النصر النهائي قريبا على نظام القذافي. وعبّر عن أمله في الاعلان عن تحرير البلاد في غضون أقل من أسبوع واحد وذلك عقب تحرير «سرت». وكان «الانتقالي» قد أشار في وقت سابق الى أن السيطرة على سرت تعتبر الخطوة المهمة لإدارة البلاد باعتبار أنها ستضمن السيطرة الكاملة على الموانئ الليبية. كما أكد عضو لجنة الهجرة غير المشروعة والحدود عيسى عبد المجيد أن مقاتلي الانتقالي اقتربوا كثيرا من تحديد مكان اختباء العقيد معمر القذافي. تراجع وتقهقر ميدانيا، تراجع مسلّحو الانتقالي المدعومين أطلسيا وغربيا وخلجييا والذين طوّقوا كتائب القذافي بسرت، نحو كيلومترين مساء أمس. وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان التقهقر حصل تحت النيران المكثفة لقوات القذافي. وأضاف أن مقاتلي الانتقالي تراجعوا الى المقر العام للشرطة قرب الساحة العمومية في المدينة. ونقل عن أحد المقاتلين أن الانتقالي سيستخدم المدفعية الثقيلة لدكّ حصون الكتائب المتبقية. سيناء تغرق أسلحة في هذه الأثناء، قالت صحيفة أمريكية إن أسلحة ليبية تمّ تهريبها من ليبيا عبر الحدود المصرية تملأ السوق السوداء بشبه جزيرة سيناء لتشقّ طريقها الى قطاع غزة. وأضافت «واشنطن بوست» أمس أن مسؤولين أمنيين مصريين اعترضوا صواريخ مضادة للطائرات أغلبها تطلق من على الكتف في طريقها الى سيناء في أنفاق التهريب الرابطة بين مصر وغزة. وأشارت الى أن تجار أسلحة سيناء أكدوا أن الأسلحة الموجودة بالسوق غير الشرعية تضم صواريخ وأسلحة مضادة للطائرات. ونقلت عن بعض المصادر الأمنية قولها ان بعض المجموعات الفلسطينية قد عقدت صفقة مع الليبيين للحصول على أسلحة خاصة مثل الصواريخ المضادة للطائرات.