أصبحت مسألة الاكتظاظ المروري وصعوبات التنقل داخل المدينة من المسائل التي تقلق الجميع وتتطلب تدخلات تخلص المدينة من هذا الهاجس الذي رافق المشهد على مدار سنوات لم تتحرك معها أيادي الفاعلين في المشهد حتى تستقيم الأحوال وتعود الحركة والحياة اليومية لوضعها الصحيح . الوضع الذي آلت إليه مدينة جندوبة وأرق متساكنيها فرض التعجيل باتخاذ حلول عاجلة تخلصها من المشاكل المرورية وذلك بإقرار مشاريع تتعلق بالبنية التحتية ناهيك أن الوصول إلى مدينة جندوبة أو الخروج منها من الجهة الشمالية يكون على مدخل واحد قد ينجر عن قطعه أو خلل بالجسر كما حصل في عدة مرات انعدام الحركة المرورية وقد حصل ذلك فعلا عندما تم قطع الطريق على مدخل قنطرة مجردة فتعطلت بذلك المصالح في أيام متواصلة . جسر ومنعرج هذا التدخل حتم بعث مشروعين الأول يتعلق بإنجاز جسر عملاق على مستوي نهر مجردة والثاني منعرج يربط الجهة الجنوبية بالجهة الشمالية دون الدخول وسط المدينة وقد انطلقت الأشغال منذ بداية الصائفة وعرفت تقدما محترما . أما مشروع الجسر فيتمثل في قنطرة عملاقة على وادي مجردة محاذية للقنطرة القديمة على الطريق الوطنية رقم 17 بكلفة تناهز العشر مليارات من المليمات وتمتد الأشغال على مدة 20 شهرا وجدوى الجسر هذا تتمثل في تخفيض الحركة على الجسر القديم وتقسيم الحركة المرورية بين الذهاب والإياب كل على حدة حيث كان الإشكال في الجسر القديم يتمثل في ازدواجية الحركة وهو ما جعلها تختنق وينجر عنها في عديد المناسبات حوادث مرورية .مع العلم أنه تم وإلى حد الآن تثبيت الأعمدة وتسوية المناطق الجانبية للنهر . وأما المنعرج فيتمثل في مشروع انطلق هو الآخر منذ شهرين ويتمثل في مسلك يربط يبن الجهة الجنوبية والجهة الشمالية ويربط الطريق الوطنية رقم 06 والطريق الوطنية رقم 17 على منعرج حزامي يمتد على 06 كيلومترات ونصف بكلفة ناهزت 13 مليارا من المليمات ومدة أشغال تقدر ب24 شهرا وقد تم إلى حد الآن مسح المسلك وجلب الرمال والخرسانة وبسطها والأشغال متواصلة والمشروع عامة يقلص من حركة الدخول والخروج للمدينة بشكل كبير وقد لاقا المشروعان استحسان واستبشار جميع المواطنين بالجهة على اعتبارهما من الحلول التي طال انتظارها بالجهة منذ سنوات . في انتظار المحول وقنطرة الحديد هذان المشروعان وبقدر ما يوفران من حلول للاكتظاظ المروري فإن دعمهما بإنجاز محول داخل المدينة بات أمرا ضروريا ولكن الإشكال هنا يكمن في مكان إنجاز هذا المحول وموعد إثباته على أرض الواقع بعيدا عن الوعود التي تطفو مع كل موسم ولم تر النور . أما الدعم الآخر فيتمثل في إنجاز جسر ثان محاذ للجسر الحديدي لقنطرة الزغادية المغلقة منذ سنوات وهو جسر يوفر حلولا بديلة عند غلق جسر مجردة وكذلك تقليص الحركة المرورية عليه وتنشيط الحركة الاقتصادية للأحياء الواقعة على جوانبه والتي طالها النسيان والتهميش وحسب متساكنيها فإن السبب في ذلك هو قلة الحركة المرورية بها نتيجة انعدام تواجد جسر على مجردة .