عائلة فتحي المناعي هي احدى العائلات القاطنة بحي الانطلاقة تعرضت الى الاعتداء بالعنف الشديد والاضرار بممتلكاتها عمدا جراء خلاف نشب بينها وبين أحد الأجوار انتهى بزجّ المدعو فتحي المناعي بالسجن. هذا ما أكدته لنا السيدة هادية بوجلال زوجة السجين التي اتصلت ب«الشروق» لتروي حقيقة الواقعة ولتناشد السلطات المعنية لرفع المظلمة حسب قولها. منطلق الخلافات بين العائلتين كان حسب محدّثتنا اثر فتحها لمحل لبيع المواد الغذائية بالحي الذي تقطنه الأمر الذي أزعج جارها وهو الطرف الثاني في القضية وأصبح يضايقها ويستفزها علنا وبصفة مباشرة ويهدّدها باغلاق ذلك المحل. غير أنها لم تكترث كثيرا لتصرّفاته لكنها لم تنكر تخوّفها منه على خلفية أنه صاحب سوابق عدلية حسب تصريحاتها. وتواصل السيدة هادية حديثها: «لم أكن أتوقع أن تتسارع الأحداث بذلك الشكل وأن تنتهي بزوجي في السجن»، حيث فوجئت يوم الواقعة التي تعود الى 12 فيفري 2011 بجارها يقتحم منزلها صحبة أفراد عائلته وصهره ودون أيّ مبرّر عمدوا الى الاعتداء بالعنف الشديد عليها وعلى زوجها وابنيها، إذ اصيبت هي على مستوى يديها وفمها مما جعلها تخضع لعملية جراحية كما تعرضت ابنتها المدعوة شيرين الى محاولة اغتصاب من أحد المقتحمين لمنزلها مع الاشارة الى أنها مكفوفة. وقالت إن المدعى عليهم لم يكتفوا بذلك، بل تولوا سرقة أغراضها وبعثرة ما بالمنزل وتهشيم سيارة زوجها. أسلحة بيضاء وآلات حادة تؤكد السيدة هادية بوجلال أن عملية الاعتداء كانت بواسطة آلات حادة استعملها المدعى عليهم لتهشيم المنزل ومعدّاته. كما كانت بندقية الصيد حاضرة أيضا في مسرح الواقعة استعملها الجار في عملية الاعتداء حتى طالت طلقاته النارية صديق ابنها الذي أصيب على مستوى بطنه وساقيه مما استوجب نقله الى المستشفى وقد أدلت لنا بصور فوتوغرافية تثبت الضرّر. وتواصل محدّثتنا قولها بأن عملية الاعتداء لم تكن لتتم لولا استغلال جارها وعائلته لحالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في تلك الفترة. وممّا زاد المسألة تعقيدا هي شهادة الزور حسب ادعاءاتها التي أدلى بها أحد الأطراف نكاية فيهم وهي التي ساهمت في انقلاب أصل القضية ليصبح زوجها هو المعتدي وليس المعتدى عليه. وقد تم ايداعه السجن منذ تاريخ الواقعة في حين يتمتع المعتدي بالحرية، وتفيد السيدة هادية انها تقدمت بشكاية لدى السيد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس ضمّنتها بما يفيد من مؤيدات تثبت عملية الاعتداء التي تعرضت لها عائلتها وتقدمت بمطلب في السراح الشرطي، إلاّ أنها مازالت في الانتظار. وعلى هذا الأساس تجدّد مناشدتها للسلط المعنية إعادة النظر في القضية ومراعاة حالة ابنيها المعوقين وتتساءل متى سترفع عنها المظلمة خاصة أن زوجها السجين نقي السوابق العدلية وهو العائل الوحيد للعائلة التي أصبحت مشرّدة.