المعركة ثقافية والمبدعون هم المستهدفون لأنهم مدافعون عن الحرية هكذا يرى سمير الطيّب رئيس قائمة القطب الحداثي الديمقراطي بتونس1 الذي ألقى كلمة افتتاحية ضمّنها رؤية القطب لما يحدث في تونس. عقد القطب الحداثي الديمقراطي مساء أوّل أمس الجمعة في دار الثقافة ابن خلدون اجتماعا لتقديم قائمة القطب في تونس1 وحضر الأجتماع عدد كبير من الجامعيين والمبدعين من بينهم فاضل الجعايبي وجليلة بكّار ونجا المهداوي والحبيب بلهادي وسلمى بكّار رئيسة قائمة القطب في بن عروس وغيرهم وعدد من قيادات حركة التجديد ورؤساء قائمات القطب في تونس الكبرى. اللقاء افتحته مجموعة بربروس بمشاركة الفنانة بديعة البوحريزي التي غنّت مجموعة من الأغاني التي استحضرت فيها أرواح الشهداء كما غنّت لآدم فتحي «إن شخت كالجذع يوما». تونسالجديدة سمير الطيّب افتتح الاجتماع بإلقاء كلمة قدّم فيها رؤية القطب لما يحدث في تونس اليوم من اعتداءات على الحرية باسم الهوية وقال إنّ القطب يحترم هويّة الشعب التونسي ولا أحد بإمكانه أن يشكّك فينا أو يزايد علينا لكنّه يرى أن نموذج العيش التونسي بما يمثّله من حداثة وقيم تنوير وانفتاح على العالم مستهدف اليوم من قوى قادمة من كهوف الظلام وأكدّ أن القطب سيواصل المعركة مع كل القوى التقدمية المؤمنة بالديمقراطية والتعدّد والاختلاف واحترام القانون من أجل تونسالجديدة. الطيّب قال إنّ غلق قاعة أفريكا هو حلقة من مسلسل طويل لقمع الحريات وقتل الروح التونسية الجميلة وأنّ القوى الحداثية لن تسلّم تونس لقوى الظلام الغريبة عن روح المجتمع التونسي المعروف بالاعتدال وأكدّ أن القوى الحداثية كانت في واجهة النضال ضدّ القمع البورڤيبي والنوفمبري ولا يمكن لتونس اليوم أن تستبدل قمعا بقمع فالحرية اليوم هي المستهدفة والفنانون والمثقفون هم في طليعة المدافعين عن الحرية لذلك قال الطيّب إن القطب اختار دار الثقافة أبن خلدون لعقد هذا الاجتماع لأنّها تمثّل ذاكرة ثقافية تستهدف اليوم من جهات تريد أن ترى تونس بوجه آخر غير وجهها المألوف المنتمي الى الحياة وللمستقبل. رأس المال الفاسد المنتج السينمائي الحبيب بلهادي قال في هذا الاجتماع إنّ هناك تحالفا بين رأس المال الفاسد الخائف من المحاسبة والقوى الظلامية وغلق قاعة سينما أفريكا هو حلقة من حلقات هذا التحالف. بلهادي أشار إلى أن هناك استراتيجية اليوم لبثّ الخوف حتّى تتمكّن قوى الظلام كما وصفها من نشر ثقافتها المعادية للحرية والإبداع فالدين الإسلامي وقيمه السمحة قاسم مشترك بين معظم التونسيين ولا أحد من حقّه احتكار الحديث باسمه أو تقديم الإسلام في صورة تتناقض مع روحه السّمحة وأكدّ بلهادي على أن الثقافة اليوم هي المستهدفة ووزير الثقافة المؤقت متواطئ مع هذه القوى التي تقود تونس نحو الخراب والظلام وقال إنّ القوى التقدمية والحداثية ستواصل نضالها من أجل تونسالجديدة التي سقط الشهداء من أجلها وأن القوى التي عرفت السجون والمطاردة والمنع من أبسط الحقوق في عهدي بورقيبة وبن علي لن تخاف ولن تستسلم وستواصل المعركة إلى الأخير كلّفها ذلك ما كلّفها فتونس جديرة بحياة ديمقراطية حقيقية قوامها الاختلاف وحق التعبير والإبداع دون وصاية من أحد. مداخلات ونقاش بعد بلهادي تحدّث نجا المهداوي وبديعة البوحريزي وغيرهم وقدّم سمير الطيّب قائمة تونس1 للقطب الحداثي الديمقراطي.