اعتبر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن نجاح انتخابات المجلس الوطني التأسيسي هو نجاح للثورة التونسية ومحطة هامة على درب البناء الفعلي للديمقراطية مشيرا إلى أن الحركة ستقبل بنتائج الانتخابات وستتعاون مع الفائزين مثلما تطالب كافة الأطراف السياسية التعاون معها في صورة فوزها بأكبر عدد من الأصوات. وأوضح في لقاء إعلامي له أمس بأريانة أن الحملة الانتخابية تسير إلى حد الآن بشكل عادي محذرا من المفاجآت وقائلا «انه في صورة تزييف سافر للانتخابات لا يُمكن إلاّ أن ننضمّ إلى قوى الثورة « ملمّحا تحت ضغط الأسئلة الموجّهة إليه من الصحافيين إلى فرضية النزول إلى الشارع مع الشعب التونسي ومواصلة تطلعات الناس في إجراء عملية الانتقال الديمقراطي الصحيح مثلما حدث ذلك عديد المرات منذ 14 جانفي الفارط. وقال الغنوشي أنّه لن يكون بإمكان أي حزب مهما حصل من أغلبية على قيادة البلاد بمفرده في المرحلة المقبلة وأكد أن الديمقراطية تقتضي أن يتولى الحزب الفائز بأغلبية الأصوات في الانتخابات، تشكيل الحكومة مبينا أن حركة النهضة وحرصا منها على تحقيق المصالحة الوطنية والوفاق لن تقصي أحدا في صورة فوزها مثلما ستشرك الكفاءات التونسية في كل المجالات بقطع النظر عن انتماءاتها الإيديولوجية لان «استمرار الدولة هو استمرار للإدارة أيضا.» واعتبر الغنوشي أنّ سعي بعض الأحزاب الأقلية في التأسيسي من أجل تكوين إئتلاف هو أمر خاطئ ويُعد إلتفافا على الديمقراطية. الوفاق وخارطة طريق وأضاف الغنوشي أنّ تونس نجحت بفضل الوفاق الّذي أوصلها إلى هذه المحطّة الهامة وأنّ حركته مصرّة على مواصلة تفعيل سياسة الوفاق. وعن الدستوريين قال المتحدّث أنّهم مواطنون تونسيون وأنّ المحاسبة لا يُمكنها أن تكون جماعيّة بل فردية كلّ بما كسبت يديه ، ونوّه بما قامت به قوات الجيش الوطني من مجهودات منذ الثورة إلى مرحلة الاعداد للانتخابات مثمّنا بدايات إصلاح المؤسّسة الأمنيّة. في جانب آخر قال الغنوشي أنّ حركته ستلتزم بكلّ الاتفاقيات المعقودة من قبل الدولة التونسيّة وأنّه سيجري العمل على تطوير العلاقات الخارجية لبلادنا مع محيطها المغاربي والمشرقي وكذلك مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكيّة وسائر دول العالم وأشار الغنوشي إلى أن الحركة حريصة على طي صفحات من الإعلام الموجه مثلما ستعمل على تفعيل مقتضيات العفو التشريعي العام ومواصلة إصلاح المؤسسة الأمنية إلى جانب إصلاح المنظومة القضائية ومعالجة ملف حزب التجمع المنحل بشكل فردي بعيدا عن التشفي وبين راشد الغنوشي أن الحركة ستدعم مكاسب المرأة وسوف لن تمس من مجلة الأحوال الشخصية التي ستعمل على تطويرها وستدعم مختلف حقوق المرأة مشيرا إلى أن المحافظة على الأمومة والأسرة جزء أساسي من المشروع الإصلاحي للحركة. واستعرض في جانب آخر توجهات الحركة في ما يتصل بالسياسة الخارجية . استقطاب إيديولوجي من جهته هاجم حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة الاستقطاب الايديولوجي المبني على ثنائية الحداثي والرجعي الذي تسعى بعض الأطراف إلى تكريسه داخل المجتمع تذكر بالعهد البائد والحال أنّه لا أحد يرغب في العودة إلى الخلف وأنّ الاستقطاب الثنائي اليوم هو بين أنصار الثورة وأعدائها. وكان المسؤول عن الحملة الانتخابية لحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي قدم قبل ذلك تقييما أوليا حول سير الحملة الانتخابية التي اعتبرها «مقبولة رغم ظهور ما وصفه بالمال السياسي ومحاولات التشويه والإرباك» . وقدم في جانب آخر بعض التحفظات والهواجس التي تم رفعها إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات منها بالخصوص عدم تمكن آلاف من الأميين في تونس و13 ألف من الحجيج التونسيين الذين سيغادرون إلى البقاع المقدسة من المشاركة في الانتخابات فضلا عن عدم تدريب التونسي على عملية الاقتراع.