تنجلي لحظة بعد أخرى ملابسات اغتيال العقيد معمر القذافي حيث تشير مصادر متطابقة الى أن مسلحي الانتقالي اعتقلوا القذافي حيا وضربوه وسحلوه أرضا قبل اعدامه برصاصة اخترقت رأسه. وتتجمع بطريقة مطردة مختلف مكونات مشهد اغتيال العقيد القذافي اذ أكدت باريس ان طائراتها قصفت فجر أول موكب مركبات عسكرية كان يقل القذافي قرب سرت الا أنها لم تكن واثقة من اغتيال العقيد في الهجمة. قبيل صلاة الفجر وتوضح الرواية المرجحة انه قبيل صلاة فجر يوم أول أمس خرج العقيد من حصار سرت المستمر منذ شهرين وشقت المجموعة المرافقة له طريقها في اتجاه الغرب الا أنها لم تبتعد كثيرا. وتعرض الموكب الذي كان يحتوي على 15 شاحنة صغيرة الى قصف فرنسي مما أدى الى احتراقه بالكامل. وداخل احدى الشاحنات كان هناك بعض رفات السائقين المتفحمة والركاب الذين قتلوا على الفور في القصف. فيما تناثرت جثث اخرى على العشب ورقدت أخرى متأثرة بجراحها البليغة. أما القذافي فقد نجا من القصف بأعجوبة وفر صحبة فريق من مؤيديه الى مجموعة من الأشجار قرب الطريق الرئيسي «سرت مصراتة». ويعلق أحد مسلحي الانتقالي قائلا: في البداية أطلقنا النار عليهم من مدافع مضادة للطائرات لكنها لم تكن مجدية... فتوجهنا اليهم سيرا على الأقدام. وأضاف: أحد رجال القذافي استسلم وهو يلوح ببندقيته في الهواء ولكن ما ان رأى وجهي حتى بدأ يطلق النار علي. في هذه الأثناء، تدخل العقيد القذافي آمرا اياهم بوقف اطلاق النار... فتوجه اليه المسلحون وقبضوا عليه حينها كان العقيد جريحا على مستوى الساق والظهر بأعيرة نارية جراء إما قصف «الأطلسي» أو بعض رصاصات المسلحين. ما الخطب... آش ثمة؟ خمل القذافي على ظهر شاحنة رباعية الدفع مكشوفة الى منطقة سيطر عليها أفراد الانتقالي وكان وقتها شبه فاقد للوعي يقول بطريقة غير واضحة (ما الخطب؟... ما الخطب... ما الذي يحدث؟)... وعند وصوله الى المنطقة المقصودة تجمع عليه فلول الانتقالي وأنزل من السيارة بطريقة مهينة وبشعة وأسقط أرضا سحلا وركلا وجر من شعره. وتتحدث هنا المصادر المطلعة ان القذافي ضرب خلال نقله من موقع العمليات العسكرية الى منطقة «الاعدام». رصاصتان إن الطبيب الشرعي الذي فحص جثة القذافي أكد أنه أصيب بجروح مميتة بسبب رصاصة اخترقت أحشاءه وأخرى رأسه. وحسب ذات المصدر فإن القذافي ألقي القبض عليه حيا وتمت تصفيته لاحقا عبر رصاصتين في الأحشاء وفي الرأس. الرصاصة الأولى فجرت بطنه والثانية اخترقت رأسه وكسرت جمجمته. حينها أغلقت الهواتف النقالة... والكاميروات الهاوية التي صورت الحادثة... ومعها أيضا أوصدت الأبواب وصمت الآذان عن نداءات الاستغاثة والرحمة التي كان يطلقها شهود عيان داعين الى عدم اعدامه قبل محاكمته. ومعها طوى بعض الليبيين صفحة القذافي... وصفحة الطاغية أملا في فتح صفحة جديدة... يترك للتاريخ وحده تحديد سطورها وتعيين طبيعتها. وبالتزامن مع هذه الفرضيات عرض مراسل احدى المحطات التلفزيونية السلاح الشخصي الذي صادره مسلحو الانتقالي من القذافي لحظة اعتقاله. كما عرض هاتفه الخلوي من نوع «ثريا» موضحا ان سجل الاتصالات يكشف عن تلقي القذافي آخر اتصال من سوريا. وكانت مصادر اعلامية متطابقة قد أشارت الى أن الشاب أحمد الشيباني 18 سنة أطلق النار على القذافي من مسدس الأخير المذهب. وأوردت ان ابنة القذافي عائشة أوفدت الى أحد المستشفيات بعد اصابتها بحالة انهيار عصبي على خلفية اعدام والدها وشقيقها المعتصم بالله.