اللحظات الأخيرة لافتات وبيانات مبعثرة ..والمدينة تغرق في الدعاية السياسية، أسدل الستار منتصف ليلة البارحة على الحملات الانتخابية بدائرتي صفاقس 1 التي تتنافس فيها 125 قائمة مترشحة على 16 مقعدا بالمجلس التأسيسي . مكتب صفاقس (الشروق) : راشد شعور يوم أمس الجمعة كان من أكثر الأيام تنافسا بين المرشحين ، فقلب المدينة مثلا لم يهدأ طوال النهار على وقع الاتصال المباشر وتوزيع ما تبقى من بيانات انتخابية لم تعد صالحة لاستحقاقات مقبلة مع أقمصة و شارات و ملصقات و قبعات و غيرها مما يمكن استعماله للإشهار و الدعاية . و قد عول المترشحون على « الانتصاب» في الطرقات العامة في شكل خيمات ينشطها شبان وفتيات يوزعون البيانات على وقع الموسيقى الصاخبة التي تدير الأعناق و خاصة منها الأغاني الثورية وأغاني الراب و غيرها من الأنماط الموسيقية .. وبعيدا عن قلب المدينة ، عول المترشحون على الاتصال المباشر داخل الأحياء السكنية في محاولة لاستغلال اللحظات الأخيرة لمزيد التعريف بالبرنامج الانتخابي أو لتدارك «النقائص و الثغرات» التي ربما لم يتفطن إليها المترشحون طيلة الحملة الانتخابية العديد من المترشحين فضل الساعات الأخيرة واعتبرها حاسمة خاصة بعد توافد العديد من الأحزاب و القائمات المستقلة على نفس الناخبين داخل أحيائهم السكنية ربما إيمانا منهم أن الأخير هو الذي يعلق بالبال . مجهودات المترشحين بدت واضحة رغم تعطل بعضها في الأيام الأولى،على أننا سجلنا ضعفا مع بعض القائمات في حملتها الدعائية وهو ما يمكن الاستدلال عليه حتى من خلال تعليق القائمات في أماكنها المخصصة ، فلئن علق البعض صوره و بياناته بشكل متأخر نسبيا ، فإن بعض القائمات الأخرى لم تعلق قائماتها أصلا وهو ما لاحظناه بشارع الهادي شاكر بقلب مدينة صفاقس .و بعيدا عن الاتصال المباشر ، فضلت بعض القائمات المستقلة و الأحزاب إنهاء حملاتها الانتخابية باجتماع عام وهو ما نظمه يوم أمس التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحرية بقاعة محمد علي عقيد بصفاقس بحضور الأمين العام مصطفى بن جعفر . نفس الشأن كان مع الحزب الحر الدستوري التونسي الديمقراطي الذي نظم اجتماعا عاما بنزل طينة بحضور رئيس الحزب عبد المجيد شاكر ، كما نظم القطب الديمقراطي الحداثي لقاء بالمسرح البلدي بصفاقس والتحالف الوطني للسلم و النماء بحضور مؤسس الحزب و مرشح قائمة صفاقس 2، في حين نظمت قائمة الخير المستقلة بدائرة صفاقس 1 ندوة صحفية أبرزت فيها رئيسة القائمة هاجر عبد الكافي برنامجها الانتخابي للمجلس التأسيسي مع التعريف بأهم الخطوات التي تم اعتمادها للتعريف بأهم تصوراتها. كما نظمت عدة قائمات أخرى اجتماعات عامة أول أمس الخميس منها الإتحاد الوطني الحر الذي زار رئيس حزبه سليم الرياحي عدة مناطق بالجهة ، كما نظم حزب قوى 14 جانفي ندوة صحفية تناول فيها رئيس الحزب وحيد ذياب مقترحاته لمشاغل البطالة والتنمية . بقي أن نشير أن وتيرة الحملات الدعائية تواصلت بنفس الروح الحماسية والحرص على الاستفادة من الفترة الزمنية المتبقية إلى آخر اللحظات من ليلة أمس وقد غرقت صفاقس باللافتات والبيانات الإنتخابية التي تبعثرت في الطرقات. قائمة «إلى الأمام»: اعتمدنا «تكتيكا دعائيا» أساسه خلق الحدث مكتب صفاقس (الشروق) أنور الغريبي انطلقت القائمة المستقلة «إلى الأمام» المترشحة بدائرة صفاقس1 في حملتها الانتخابية من جزيرة قرقنة، ثم توجهت إلى مختلف ضواحي وأرياف مدينة صفاقس على غرار جبنيانة والحنشة وبئر علي ودوار اللّواتة وبشكة للتعريف بمرشحيها وأهم ملامح برنامجها الانتخابي. وأفاد رئيس القائمة عبد الناصر العويني في حديث خص به «الشروق» أنه انتهج رفقة زملائه طيلة أيام الحملة «تكتيكا دعائيا» يقوم على خلق الحدث والتعامل المباشر مع المواطن من خلال زيارات ميدانية قادتهم إلى أغلب أرياف صفاقس، حيث تم تقسيم الفريق إلى مجموعتين واحدة تدعو وتحث المواطنين على المشاركة في استحقاق 23 أكتوبر المفصلي وتشرح لهم طريقة الانتخاب، وثانية تعرّف بالمرشحين وبأهداف القائمة وأهم نقاط برنامجها الانتخابي في أجواء احتفالية ضمّت فرقا موسيقية وفنانين وشعراء. وفيما يخص برنامج القائمة الانتخابي فقد أشار العويني أنه يدعو إلى مصادرة جميع ممتلكات عائلة بن علي ومقربيه، وتأميم المشاريع والمؤسسات العمومية التي أخضعت للخوصصة من قبل النظام السابق وتخصيص نسبة من ريعها لانجاز مشاريع اقتصادية واجتماعية بشكل فوري بالمناطق المفقرة والمهمشة، وسن قانون المحاسبة المالية «من أين لك هذا؟» وإدخال إصلاح زراعي جذري لفائدة الكادحين في الأرياف، إضافة إلى ضرورة انتخاب المسؤولين في الوظائف الإدارية والأمنية والعسكرية، وإنشاء مجلس أعلى للقضاء منتخب، ووضع خطة لإصلاح المنظومة الأمنية وتطهيرها، وفرض ضريبة تصاعدية على الأملاك والثروات، وإقرار سياسة جبائية عادلة، والترفيع في الأجر الأدنى المضمون الصناعي والفلاحي وتوحيدهما، وتأسيس نظام برلماني شعبي تنبثق عنه حكومة، وتكوين هيئات جهوية ومحلية منتخبة تتولى تصريف الشؤون اليومية للمواطنين في المجالات المعيشية والجباية المحلية. قائمتا المبادرة بصفاقس 1 و2: إقامة نظام جمهوري رئاسي معدّل مكتب صفاقس (الشروق) أنور الغريبي: تحت شعار «لنبادر حبا لتونس» أنهت قائمتا حزب المبادرة بدائرتي صفاقس 1 و2 برئاسة كل من وسام الفقيّر وأكرم مرزوق حملتهما الانتخابية الخاصة بالمجلس الوطني التأسيسي للتعريف بمرشحيهما وبرؤيتهما للدستور الجديد. وقد عوّلت القائمتان على الاتصال المباشر بالمواطنين في مدينة صفاقس وفي مختلف معتمدياتها ومناطقها الريفية، كما اعتمد أعضاء القائمتين على اللقاءات المضيقة في المقاهي والمنازل للتعريف بأهم نقاط برنامجهم الانتخابي الخاص بالمجلس الوطني التأسيسي. وتنادي قائمتا المبادرة بضرورة صياغة دستور يصون استقلال البلاد ويحافظ على هويتها العربية الإسلامية، وإقامة نظام جمهوري رئاسي معدّل يضمن الفصل بين السلطات الثلاث تضبط مهامها من خلال انتخاب رئيس جمهورية بصلاحيات محدودة يمثل الضامن لتطبيق الدستور وحفظ وحدة البلاد، وحكومة منبثقة عن الأغلبية النيابية المنتخبة، وبرلمان بغرفة واحدة يراقب عمل الحكومة ويسحب منها الثقة عند الاقتضاء، وإنشاء مجلس أعلى للقضاء منتخب من أهل المهنة، وتأسيس محكمة دستورية تؤمن علوية القانون. وفي جانب آخر تدعو قائمتا المبادرة بالحفاظ على مكاسب مجلة الأحوال الشخصية ودعمها، وإحداث مجالس إقليمية تنموية منتخبة تتمتع بصلاحيات اقتصادية واجتماعية واسعة، وتكريس الحريات الفردية والعامة، وضمان حقوق الإنسان بما يتماشى والمواثيق والمعاهدات الدولية، وإرساء ثقافة المواطنة والتسامح والمساواة والاعتدال ونبذ كل أشكال الإقصاء والتطرف.