عندما ترشحت عديد الوجوه الرياضية لانتخابات المجلس التأسيسي تعالت الأصوات الرافضة من هناك وهناك، في حين رأى البعض الآخر أن من حق هؤلاء الترشح خاصة أننا نبني مرحلة جديدة من الديمقراطية. ظنت الأحزاب السياسية التي استقطبت هؤلاء النجوم الرياضية أن شهرتهم ستخدم مصالحها ولكن كانت الصفعة الكبرى من الشعب حيث لم تنجح جل هذه الشخصيات الرياضية في هذا الامتحان الديمقراطي... فلا مال الأحزاب ساعدهم ولا نفوذهم أقنع الشعب، فالخلوة كانت الفيصل في هذه اللعبة السياسية، ومنذ الإعلان عن النتائج الأولية للمجلس التأسيسي تحركت الصفحات ال«فايسبوكية» الساخرة وعلقت على فشل الرياضيين في السياسة. الواعر في التسلل رغم مليارات الحزب الوطني الحر لم يستطع شكري الواعر الحارس السابق للمنتخب أن يظفر بمكان في التأسيسي حيث جاء أحد التعليقات الساخرة «سنشتري طابورية للواعر ليحرس باب المجلس» وليس هذا فقط، فقد اعتبر البعض أن الواعر دخل نفق الحسابات الخاصة ونسي أن الجمهور هو الذي يختار من يمثله وليس السياسي من يختار جمهوره حيث تقول إحدى المدونات على صفحتها الخاصة». «سعيكم مشكور يا شكري وتوه لازمك تقول «توا.. رجعولي فلوسي». فشل ذريع لم يكن شكري الواعر الوحيد الذي أخفق في هذه الانتخابات بل هناك المهدي بن غربية عن الحزب الديمقراطي التقدمي في دائرة بنزرت وكذلك المنجي بحر عن دائرة بن عروس حيث جاء أحد التعليقات الساخرة لبحر قائلا «كان عملت لحية رانا انتخبناك». انتقادات البنزرتي حتى في التأسيسي فوزي البنزرتي نال حظه كما في التدريب وهو الذي لم ينجح أيضا حتى وهو في قائمة مستقلة «جرأة وطموح» عن ولاية المنستير حيث عاب عليه الجميع انتقاداته اللاذعة لانتخابات المجلس التأسيسي عندما اتهم الجميع بالتزوير وفي هذا السياق نشرت إحدى الصفحات ال«فايسبوكية» تعليقا طريفا يقول: «البنزرتي كيما في الكورة كيما في التأسيسي ما يعجبو شيء». صفعة للرياضيين حلم الرياضيون بمقاعد فخمة في المجلس التأسيسي فكانت أحلامهم كوابيس والصفعة كانت موجعة لأنهم اعتقدوا أن الملعب بجمهوره سيخدمهم ولم يقتنعوا أن ملعب السياسة ليس سهلا، فلا الفيراج أنصفهم ولا ألوان فرقهم دعمتهم فالمواطن سواء كان العامل أو الطبيب أو المهندسة أو الخادمة الكل اختار ممثليه عن قناعة وهذا هو عرس الديمقراطية التونسية الجديدة.