الانتاج تراجع بنسبة 40٪ مثلما تراجعت صادراته بنحو 35٪... كل ذلك كان فاتحة خير لغيرنا من بلدان العالم المنتجة للفسفاط ونعمه وصلتهم فجأة... حيث توجه المشترون الجدد بشروط مجحفة وبعقود طويلة المدى... للاستغلال والشراء... الشيء الذي عرقل ترويج الفسفاط التونسي حسب طلبات المتعاقدين... بعدما أصيب بالضعف والهوان والنقص الواضح وكبد الشركة الخسائر الفادحة... بلغت مليارات الدينارات. والمعروف ان الفسفاط هو من أهم مقومات الاقتصاد الوطني، وكانت مسيرة انتاجه تسير عادية... الا أن الاعتصامات والاضطرابات والتخريب والتدمير... أدّت الى وقف الانتاج... وتوقف نقله وتصديره. وفي المجمع الكيمياوي عطلت السكك الحديدية عن العمل فتوقف انتاج المجمع بكل من صفاقس وقابس والصخيرة والمظيلة واصبحت وحدات انتاج الفسفاط المنتصبة بالحوض المنجمي معطلة وكذلك غسل الفسفاط... واعداده ومعالجته معطلة تماما. كل هذا جعل الشركة مهددة بالافلاس وتراجعت معاملاتها بحوالي مليوني دينار. كان الانتاج الهائل يصل الى حد 8 ملايين طن... والخطة معدة لتزيد حتى تصل آخر هذه السنة الى 9 ملايين طن... الا ان هذا الطموح تبخر امام ما وقع ويقع. وإذا كان الانتاج المشار اليه يوفر سنويا عائدات ومرابيح مالية تصل الى 500 مليون دينار... زيادة على دعمه للقدرة التشغيلية للبلاد فإن الوضع الحالي... وما عليه المنطقة من اضطرابات قد دمر كل ذلك... ونزل بالانتاج الى الحضيض. الهياكل المسؤولة... والدوائر المشرفة... والسلطة الحاكمة والمجتمعات النقابية والمدنية والحزبية... وحتى الأهالي والعمال... والشباب مطالبون بلبس جبة الوطنية... الصادقة... لمعالجة هذا الهوان والخراب واعتبار المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات مع المحافظة على المطالبة بالحق... والتشغيل والكرامة... ذلك ان الاقتصاد في البلاد اصبح غير قادر على استيعاب المزيد من الخسائر.