... ليس من السهل أن تكون أمينا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل... تلك هي الخلاصة التي تخرج بها بعد أن تتحدث مع الأمين العام عبد السلام جراد الذي اكد رفضه القاطع تأجيل مؤتمر الاتحاد. منذ 14 جانفي والأمين العام يتعرض لهجمات متواصلة وشرسة. يقول أن الهجوم عليه هو هجوم على الاتحاد هناك من راهن بعد 14 جانفي أن الاتحاد سيكون من السهل نسفه، لكن النقابيين يقولون الآن أن صمود عبد السلام جراد كان من صمود الاتحاد وهياكله.
كان من الضروري أن نطرح على عبد السلام جراد أسئلة كثيرة تهم المؤتمر وتهم القضية المنشورة ضده من طرف أحد المحامين وتهم علاقة الاتحاد بالسلطة الجديدة وبحركة «النهضة» الحزب الحاكم الجديد في تونس، لكن من الضروري أن نؤكد هنا أن للرجل تجربة 52 سنة، أي أكثر من نصف قرن من العمل والنضال النقابي وأنه كان رجل مرحلة التصحيح التي خاضها منذ مؤتمر جربة 2002 ويُحسب لعبد السلام جراد أنه طيلة هذه السنوات والى حدّ اليوم حافظ على وحدة الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى وحدة هياكله.
«الشروق» التقته في حديث صريح ومثير.
هناك حديث عن امكانية تأجيل المؤتمر ما مدى صحة هذا الكلام؟
أؤكد هنا، لا مجال لتأجيل مؤتمر طبرقة الذي سيكون في موعده هناك دعوات انطلقت منذ مدة من أجل التأجيل، لكن أنا أرفض ذلك بشكل مطلق وجميعنا في المكتب التنفيذي الوطني يرفض التأجيل والمؤتمر سيعقد في موعده وفي المكان المحدّد له.
هل تعتقد، وأنتم تتأهبون لمغادرة الأمانة العامة، أنه يمكن أن يتصادم الاتحاد مع السلطة الجديدة؟
يجب أن ندرك أن طبيعة عمل الاتحاد العام التونسي للشغل مع كل الأطراف داخل وخارج السلطة تعتمد على الحوار وايجاد الحلول للمشاكل المطروحة والهياكل النقابية ليس هدفها التصادم مع أية سلطة، بل هدفها الوصول الى العمل المشترك وتحقيق مصلحة العمال والاتحاد العام التونسي للشغل سيبقى قوة خير في هذه البلاد ومدرسة لأجيال من المناضلين.
لكن موضوع علاقة الاتحاد بالسلطة الجديدة ليس متوقفا علينا نحن كطرف نقابي، بل يهم الحكومة الجديدة أيضا المطالبة بالعمل مع الاتحاد العام التونسي للشغل ومع الشركاء الاجتماعيين وتتحمل مسؤوليتها في ذلك وأريد أن أؤكد هنا أن هاجسنا في الاتحاد هو التشغيل الذي يبقى من أهم الملفات المطروحة في الساحة وتحقيق التوازن بين الجهات وارساء تنمية عادلة.
يجب التأكيد هنا أن المكتب التنفيذي الحالي والأعضاء المغادرين لن يكونوا خارج العمل النقابي باعتبارهم مناضلين وهم امتداد لأجيال تحملت المسؤوليات على مرّ تاريخ اتحادنا العظيم وحضور النقابي ليس فقط في موقع المسؤولية. فكل نقابي في نظرنا هو مسؤول نقابي والنضال سيتواصل داخل وخارج المسؤولية.
ونحن كقيادة نسعى الى تحقيق الوفاق، فهناك ظروف استثنائية تعيشها تونس وهو ما يجعلنا نعمل بجدّ للوصول الى وفاق، لكن باب الترشح مفتوح في المؤتمر والهدف الأول يبقى انجاح المؤتمر وتحقيق الوحدة النقابية والصندوق سيكون هو الفيصل في اختيار القيادة الجديدة وسيكون نواب المؤتمر هم وحدهم المسؤولون عن أصواتهم وعن اختيارهم...
لكن ما هو دورك كأمين عام في هذا الوفاق المنشود؟
أنا الآن أتحدث مع كل الناس وأتشاور مع كل النقابيين فمصير الاتحاد وحاضره ومستقبله يهم كل النقابيين دون استثناء ونجاح المؤتمر سيزيد الاتحاد قوة وسنعمل على توحيد وجهات النظر...
كيف ترى علاقة الاتحاد مع حركة النهضة باعتبارها حزبا حاكما الآن؟
ليس لنا مشكل مع حركة النهضة ومع اي طرف سياسي آخر نحن مستعدون للتعاون والعمل مع الجميع وهدفنا هو مصلحة العمال وتحقيق العدالة الاجتماعية والاتحاد يقف على نفس المسافة مع كل الاحزاب والتيارات والأطراف السياسية داخل وخارج الحكم.
هل لديكم مؤاخذات على حزب المؤتمر الذي يتزعمه منصف المرزوقي؟
أبدا ليس لنا مشكل مع حزب المؤتمر وقد استقبلت أمينه العام منصف المرزوقي في مكتبي وتحدثنا طويلا عن كل القضايا والاتحاد له علاقة مع كل الأطراف السياسية ومع كل الأحزاب التي تحترمه وتقدّر دوره التاريخي وتقدر نضال رجاله.
هناك أحد المحامين الذين رفع ضدكم قضية من أجل حصولكم على قطعة أرض ، ماهي خلفية هذا الأمر؟
لا أعتقد انني ارتكبت جريمة عندما اشتريت قطعة أرض من باعث عقاري عمومي وبالسعر القانوني مثلي مثل كل الناس ثم ان التقسيم الذي اقتنيت فيه قطعة الارض اقتنى فيه 1200 مواطن قطع أرض بينهم وزراء ومسؤولين كبار ولكن لم يتم التعرض لهم وهو ما يجعلني أعتبر أن الأمر مقصود ضدي وضد الاتحاد وأريد هنا القول ان من واجبي التدخل لكل النقابيين ولكل العمال ولكل المواطنين الذين قصدوا مكتبي..
لكن الهجوم عليكم بلغ مرحلة قصوى وشرسة في بعض الأحيان؟
الهجوم على الأمين العام للاتحاد أمر معروف طيلة مراحل التاريخ الزعيم الحبيب عاشور تعرض للتشويه وللتهجم ولا يمكن هنا الفصل بين الأمين العام والاتحاد لذلك فإن كل هجوم على الامين العام المقصود منه ارباك عمل الاتحاد فالاتحاد مستهدف بشكل مباشر ونحن نرجو ان يعود للجميع رشدهم ويتوقفون عن حملات التجريح وانتهاك اعراض الناس والاشخاص.
لماذا يرفض الاتحاد العام التونسي للشغل الدخول والمشاركة في الحكومة؟
لن يدخل الاتحاد العام التونسي للشغل للحكومة فالاتحاد سيبقى قوة نضال وقوة رقابة وقوة توازن... لقد قلنا انه ليس للاتحاد نية لوصول الى الحكم فالحكم خط أحمر لا يمكن ان نناضل من أجله... نحن ليس لنا عداء لأية حكومة ولأي طرف سياسي حاكم والاتحاد سيواصل نضاله وسيبقى دائما صرحا للنضال وحاضنا لكل الأطياف والتيارات ولكل التونسيين.
اعادة النظر في هيكلة الاتحاد ضرورية الآن والاتحاد بحاجة الآن الى هيكلة تزيده قوة وتماسكا وسنطلب من المؤتمر ان ينظر في هيكلة الاتحاد لكن الهيكلة تحتاة الى النظر فيها بأريحية وبتمهل والمؤتمر سيكون المسؤول على اتخاذ الآليات المناسبة للنظر في الهيكلة الجديدة واقرارها..
هل من الممكن ان تكون رئيسا لمؤتمر طبرقة القادم؟ لا هذا غير وارد لن أكون رئيسا للمؤتمر سأكون نائبا مع كل النواب وسأعمل معهم على انجاح المؤتمر...
بناء الدارالجديدة للاتحاد هل كان هدفا لك منذ مؤتمر جربة؟ بناء دار الاتحاد كان حلم أجيال نقابية أحمد ا& ان هذا الحلم تحقق وأنا على رأس الاتحاد... الحلم تحقق بإرادة كل النقابيين جميعا... كل نقابي له موقع ومساهمة في الدارالجديدة التي ستحمل حلم الاجيال وستكون قلعة صلبة للنضال.